رضوان مرتضىأثناء مرور سيارة جيب على حاجز لقوى الأمن الداخلي في محلّة أدونيس، جرى تفتيشها، فعُثر في داخلها على مظروفَين ورقيّين صغيرين يحتويان على مادّة الكوكايين. أُوقف راكبا السيارة وهما إيلي ف. وأنطوان ب.، ولدى توقيفهما وَرَدَ اتصال هاتفي إلى رقم إيلي ف. تبيّن أنه من طانيوس ا. الموجود في أحد الفنادق، حيث يتعاطى المخدّرات. انتقلت الدورية إلى الفندق، حيث أوقفته برفقة صديقته نتالي س. وشابّين كانا برفقته في الغرفة هما سعد الدين ك. ويوسف ق.
بدأ التحقيق، فأُجريت التحاليل المخبرية للموقوفين المذكورين، وقد جاءت النتائج إيجابية لجهة تعاطيهم مادة الكوكايين. اعترف يوسف ق. في التحقيقات الأولية بأنه كان يحتسي الكحول داخل الغرفة العائدة إلى صديقه سعد الدين ك. وبرفقتهما نتالي، لكنه ذكر أنه لا يتعاطى المخدّرات، ولا يروّجها. كما استغرب يوسف كيف جاءت نتيجة الفحص المخبري إيجابية، مؤكّداً أنه لا يتعاطى المخدّرات، ومرجّحاً أن يكون أحدهم قد وضع الكوكايين داخل الويسكي. كذلك أضاف إنه لم يشاهد أحداً يتعاطى المخدّرات في الغرفة، وإن صديقه سعد الدين لا يتعاطى المخدّرات. وفي التحقيقات الاستنطاقية، كرّر يوسف أقواله السابقة، مضيفاً إنه عندما شرب الويسكي أحسّ بدوار شديد، وأنكر إقدامه على تعاطي المخدّرات.
أحدهم وضع مادّة الكوكايين داخل الويسكي
بدوره نفى سعد الدين ك. خلال التحقيقات الأوّلية تعاطي المخدّرات أو ترويجها، مرجّحاً أن تكون نتالي أو طوني قد أقدما على وضع المخدّرات في كأس الويسكي. وفي التحقيق الاستنطاقي، كرّر الظنين أقواله السابقة، مضيفاً إنه عندما شرب الويسكي أحسّ بدوار شديد.
أمّا طانيوس ا.، فاعترف بأنه يتعاطى المخدرات من نوع الكوكايين، مشيراً إلى أنه يستحصل عليها من المدعو يوسف على طريق شليفا، لقاء مبلغ خمسين دولاراً أميركياً للغرام الواحد، كما ذكر أنه يتعاطى المخدرات مع إيلي ف..
من جهة أخرى، صرّح يوسف ق. بأنه لم يشاهد أحداً يتعاطى المخدّرات، كما ذكر أنه لم يوفّر لهما المخدّرات، منكراً بذلك إقدامه على ترويج المخدّرات أو الاتجار بها، لكنه اعترف بتعاطي مادة الكوكايين. اعترفت الفتاة الموقوفة نتالي س. في التحقيقات الأوّلية، بأنها تمارس الدعارة، لكنها ذكرت أن صديقها طانيوس ا. لا يسهّل لها الدعارة، لافتةً إلى أن المدعو بطرس ا. هو الذي يوفّر لها الزبائن. واعترفت نتالي بأنها تتعاطى مادة الكوكايين، مشيرةً إلى أن ميلاد م. علّمها تعاطي المخدرات، حيث كان طانيوس ا. يحضر الكوكايين وتتعاطاها برفقته. وأضافت الموقوفة إنها لم تمارس الدعارة مع يوسف وسعد الدين، وصرّحت بأنها لم تتعاطى معهما المخدرات، ولم تشاهدهما يتعاطيانها، لكنها ذكرت أنها كانت تتعاطى المخدرات مع كل شخص تمارس معه الجنس.
قضت محكمة الجنايات في جبل لبنان، برئاسة القاضي فيصل حيدر وعضوية المستشارين ناظم الخوري وساندرا القسيس، بتبرئة يوسف ق. وسعد الدين ك. وبإدانة المدعى عليهم أنطوان ب. وطانيوس ا. وإيلي ف. وإنزال عقوبة الحبس بحق كل منهم لمدة سنة مع غرامة 3 ملايين ليرة لبنانية. كما تقرّر إدانة المدعى عليها نتالي س. بجنحة المادة 127 من قانون المخدّرات، وإحالة أوراقها على المحكمة الابتدائية الناظرة في قضايا جنايات الأحداث.