راجانا حمية... وفي اليوم العاشر لكارثة الطائرة الإثيوبية، وقفت العاصفة في وجه عمليات البحث التي استمرت لساعة متأخرة من ليل أول من أمس. هكذا، استراحت باخرة «أوشن ألرت» من التجوال في عُرض البحر. وقد أكد مدير التوجيه في قيادة الجيش في اتصال مع «الأخبار» أن «أعمال البحث عُلّقت لرداءة الأحوال الجوية، بحيث يستحيل على الغطاسين النزول إلى المياه، وكذلك الغواصات لا يمكنها العمل، وخصوصاً أن مياه البحر عكرة». وأشار إلى أن «العمل حالياً يقتصر على الاجتماعات التقنية الهادفة إلى تقويم الأوضاع». وحين يتحسن الطقس سيسمح «للعاملين بالعودة إلى نطاق عملهم مقابل رأس الناعمة».
وأمس، اقتصر جديد مستشفى بيروت الحكومي على تحديد هوية ألبير جرجي عسّال، وهوية اثنين من الأثيوبيين الخمسة وهما رجل الأمن Asefa wold jerima kahasay وإحدى المضيفات Seble jaber tabadik jabre yohannes ومن المفترض «أن تصدر نتائج فحوص الجثث الثلاث المتبقية اعتبارا من اليوم»، كما قالت إدارة المستشفى. لكن، إلى مَن ستُسلَّم تلك الجثث بعد تحديد هوياتها؟ القنصلية الإثيوبية غابت أمس عن السمع، وأفاد مكتب مدير المستشفى «بأنّ الوفد الإثيوبي يحضر يومياً للاطلاع على مسار نتائج فحوص الحمض النووي، لكنه لم يعطنا أية تفاصيل عن آلية تسليم الجثث». وفي ظلّ «الكوما» الإثيوبية الرسمية، لا يجد أصدقاء الضحايا الإثيوبيين وأهاليهم وسيلة للاطلاع على آخر المستجدات سوى الاتصال بالإعلاميين. وأمس كان غضبهم كبيراً، حيث اتصلوا ليشتكوا من أداء قنصليتهم.
لكن «كوارث» أخرى ظهرت أول من أمس على صعيد تضارب المعلومات. فطالب عضو كتلة التحرير والتنمية، النائب ياسين جابر، مجلس الوزراء بتحديد «مرجعية واحدة تنطق باسم أجهزة الدولة في ما ستؤول إليه الأمور بالنسبة إلى مصير الطائرة والمفقودين». وتطرق وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي إلى هذا الموضوع، في مؤتمره الصحافي أمس، فقال: «عند صدور أي بيان عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش، يجب التزامه، لأنها الناطق الرسمي باسم الجيش اللبناني، وعندما يتحدث وزير الأشغال يكون ناطقاً رسمياً باسم الدولة». ولفت إلى «أننا نريد الوصول بسرعة إلى النتائج المرجوّة، لكن هذا لا يعني التسرع ورمي أنفسنا في بحر من التحليلات والمعلومات المتناقضة». وذكّر العريضي بما حصل أول من أمس «حين عمّمت معلومات أننا وجدنا أكثر من جثة، لكن الحقيقة كانت أننا توصلنا إلى جثتين فقط، ورُصدت ثالثة بين الصخور، لم يتمكن الغطاسون من انتشالها، كما أبلغت من الجهات المعنية الرسمية». أما عن المعلومات عن الصندوق الأسود، فلفت العريضي إلى «أننا وصلنا إلى منطقة صدور الذبذبات، لا إلى النقطة، وهناك فرق كبير بين منطقة تصدر منها إشارات والقول إننا وصلنا إلى الصندوق الأسود والطائرة، كما هو الفرق شاسع بين الوصول إلى جزء الطائرة، والوصول إلى الطائرة أو الصندوق الأسود»، مشيراً إلى أنه «لو كان الأمر كذلك لما استمر العمل ما يقارب 10 أيام، ولم نصل نهائياً إلى الطائرة أو الصندوق». وأشار إلى «أن السفن الموجودة الآن هي للرصد والتصوير فقط، لا الانتشال، إلا إذا كانت المسافات قريبة جداً»، مؤكداً الحاجة إلى «أوديسة» لأنها من أهم السفن التي تنتشل أي شيء من الأعماق. واستدعاؤنا لها هو لكسب الوقت لأنها بحاجة إلى أيام لتصل». من جهةٍ أخرى، تبلغت مديرية النقل في الوزارة من وزير النقل السوري «أنّ القوات السورية وجدت على الشاطئ السوري قطعة من الطائرة مساحتها متر مربع، وعليها إشارات إثيوبية». وقد أبدت سوريا استعدادها لتسليم هذه القطعة إلى الدولة اللبنانية.


إنشاء خلية أزمات

ارتفعت بعض الأصوات أمس، مطالبة بإقامة خلية أزمات أو خلية كوارث، ومنهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي دعا إلى إقامة تلك الخلية في لبنان «للتدخل عند حصول أية كارثة ككارثة الطائرة
الإثيوبية».
من جهته، رد العريضي على سؤال عن إقامة مركز لإدارة الأزمات في لبنان، قائلاً «إن الموضوع مطروح منذ حصول الكارثة، وهناك مشروع قانون لإدارة الكوارث والأزمات موجود في مجلس النواب وسيجري تحريكه»، مؤكداً أنه «فور الاتفاق على هذا القانون سيُنجَز ويُسرَع بدراسته وإقراره».
أما كتلة نواب الكتائب فقد دعت الدولة اللبنانية «إلى المباشرة فوراً ودون أي إبطاء لإنشاء الجهاز الترقبي للحوادث الذي اقترحه الوزير الشهيد بيار الجميّل».