رامي زريقإنه موسم الموز. ندعو اللبنانيين جميعاً للتمتع بفخر الإنتاج الوطني من «أبو نقطة» وغيره. من ناحية أخرى، نقلت أخيراً إحدى النشرات المختصة خبر افتتاح «مقهى نستله» في أحد المجمعات التجارية الكبرى في لبنان، بحضور حشد كبير ضمّ وزيراً ونائبين في البرلمان اللبناني. يمكن قراءة هذا النبأ العادي ظاهرياً من زاويتين مختلفتين. فشركة نستله هي مصبّ اهتمام مقاطعي إسرائيل، كما مقاطعي الشركات العالمية المتهمة بإلحاق الضرر بالبشر وبالبيئة من خلال ممارساتها التجارية والصناعية. وقد نشرت الباحثة مارسي نيومن مقالاً على صفحات جريدة الأخبار (عدد 1013 نهار 8 كانون الثاني 2010) تفصّل فيه أسباب مقاطعة الشركة في العالم لمساهمتها في تلوّث مياه الأرياف في الولايات المتحدة ولتضليلها الأمهات الفقيرات في البلدان النامية ودفعهن إلى استعمال الحليب المجفف بدلاً عن الإرضاع، ما أدى إلى مرض الكثير من الأطفال. كما أن مجلة الآداب كانت قد نشرت ملفاً كاملاً عن علاقة نستله بالصهيونية. فالشركة تنتج اليوم في مصانعها المنشأة على ركام قرى فلسطين صنفاً من حبوب الفطور المعدة خصيصاً للجيش الإسرائيلي. أما القراءة الثانية لهذا الخبر، فهي تتعلق بمستوى التمثيل الرفيع الذي شهده افتتاح المقهى. قد يكون دافع الرسميين تشجيع الاستثمار في لبنان، ولكننا لم نراهم يوماً يفتتحون أحد المقاهي المحلية التي تدعم فعلياً الاقتصاد الوطني والتي لا تطالها أي شبهة تتعلق بدعم العدو. وإذا دلّت هذه الحادثة إلى شيء، فهو قدرة الشركات العالمية على التسلل إلى مراكز النفوذ في البلدان التي تعمل فيها، تماماً كما كانت شركات إنتاج الفاكهة وتصديرها تفعل في «جمهوريات الموز» في أميركا اللاتينية. إنه موسم الموز...