وفي منزل العائلة في بلدة بلاط ــــ جبيل يجتمع الأهل وبعض الأقارب والأصدقاء. «الله بعتك تأحكي وفشّ خلقي»، تقول الوالدة تيريز، وتسأل: «لماذا لم ينقذوا أولادنا فور وقوع الحادثة، لماذا التأخير والبطء في عمليّات الإنقاذ؟ الضحايا تحت المياه منذ نحو أسبوعين! هم أرواح عزيزة على قلوب أهاليهم، أنا أتكلّم باسم كلّ الأمّهات وأقول ما بقا فينا نتحمّل هالقد، بدنا قلب يشدّ معنا». تضيف بحرقة: «ليتصرّف حكّامنا بضميرهم ولا يتّكلوا على الخارج». قبل أن تتوقّف قليلاً وتتنهّد مطالبة: «نريد أن تكون يدهم بيدنا منذ وقوع الشدّة وألا يضحكوا علينا، ابني لم يتأخّر يوماً عن عمله ولم يغب لحظة عن واجباته، وسافر رغم الطقس الرديء ورغم الخطر كي لا يتأخّر عن عمله، لماذا لا يبادرونه
تحفظ الوالدة وصيّة ابنها وتحبس الدمع في عينيها
أما جوني، شقيق زياد، فيسأل عن سبب الغموض الذي يلفّ الحادثة والمعلومات المتضاربة التي تصدر من هنا وهناك، شاكياً غياب الأخبار الدقيقة واليقينية.
وفي النهاية عائلة زياد «الطَموح والنقيّ والناجح مييّ بالمييّ»، كما يصفه والده نعيم تنتظر، زوجته تانيا العتيّق الحامل في شهرها الثاني تنتظر أيضاً تماماً كجاين ابنتها وزياد. وبالانتظار يقول قلب الأمّ «الله بدّو يردّو، مش ناطرة شي الا شفقة الله، ابني كان سيسافر لثلاثة أسابيع، تكاد تنتهي هذه المدّة وبيرجعلنا زياد».