إبادة جماعية لخنازير بريّة
جزين ــ خالد الغربي
في خرق فاضح لقرار منع الصيد، وفي غياب أي ملاحقة من القوى الأمنية، تمكن فريق من الصيادين اللبنانيين من اصطياد تسعة خنازير برية في منطقة تقع بين جزين والشوف.
وتحولت غلة الصيادين إلى «فرجة» لمئات العابرين على طريق صيدا ـــــ جزين، الذين استوقفهم مشهد الخنازير وكبر حجمها. وشرح أحد الصيادين تفاصيل المعركة، فأشار إلى «أن الكمين للخنازير قد نُصب بعد تلقي إشارات من مجموعة من كلاب الصيد». وأشار إلى أنّ هذه الخنازير تؤلّف عائلة واحدة، وكانت تسير في قافلة واحدة هجرت الجبل المكلّل بالثلوج، وأنّ خنزيراً منها نجا وفرّ باتجاه الأعالي، ممارساً بعض المناورات التضليلية. ولم يعلن الصيادون ماذا سيفعلون بـ«غلتهم»، علماً بأنّ إقبال المواطنين على أكل لحم الخنازير تراجع مع ظهور وباء إيه أش1 أن1، رغم أن جميع التقارير العلمية أكدت أنه لا ارتباط مباشراً بين تناول لحم الخنزير المطهوّ وهذا الوباء.


صقيع ما بعد العاصفة

انحسرت العاصفة الثلجية، لكن مفاعيلها بقيت مسيطرة على سكان المناطق الجبلية في البقاع (علي يزبك) لتزاد، إلى هم التدفئة و الماوزت، صعوبة توفير المياه بعدما تجمدت داخل خزانات التجميع على السطوح أو في الأنابيب التي توصلها إلى المنازل. وفرض هذا الواقع على ربات المنازل تدابير استثنائية، مثل الصعود إلى السطح عشرات المرات يومياً من أجل ملء المياه بالسطل، مع ما يحمله ذلك من خطر الانزلاق. واعتمدت العائلات التقنين، فلجأت إلى المأكولات الجاهزة لأن الطبخ يستهلك الكثير من الماء. بعض النساء عمدن تحسباً للعاصفة الثلجية إلى تجميع المياه داخل الطناجر والأواني البلاستيكية، لكنهن استهلكنها جميعاً، وينتظرن تحسن الطقس لتعود المياه إلى الجريان. أما تجمد المياه فيعود إلى استخدام الأنابيب البلاستيكية على نطاق واسع، وهي تتأثر مباشرة بالجو الخارجي. فعندما تنخفض درجات الحرارة إلى الصفر يتجمد الماء مباشرة بداخلها، وبالتالي لا يمكن تسخينها من الخارج لإذابة الجليد بداخلها كما يحصل مع الأنابيب المصنوعة من حديد الفونت.
على صعيد آخر، سبّب تراكم الجليد على طريق ضهر البيدر الدولية (أسامة القادري) انزلاق شاحنة في عرض الطريق، ما أدى إلى زحمة سير خانقة في الاتجاهين، وتوقف السير لمدة أكثر من ست ساعات، حيث منعت سماكة الجليد عمل القوى الأمنية وآليات وزارة الأشغال، من إمكان إعادتها إلى مسارها خوفاً من انزلاقاها الى الوادي، ما حدا بالعديد من المواطنين أن يسلكوا طريق البقاع الجنوب مرجعيون النبطية، وصولاً إلى بيروت. وكانت العاصفة الثلجية قد خلّفت أضراراً في المواسم الزراعية في حاصبيا وفي جدران الدعم للطرقات العامة والبساتين. كذلك حلّت موجة من الجليد مكان الثلوج لتعوق حركة السير في قرى شبعا وكفرشوبا والكفير وكفرحمام. وقد لجأت بلدية شبعا إلى رشّ كميات من الملح للمساعدة في تذويب الجليد والحدّ من ضرره في طرقات البلدة الداخلية وعلى الطريق التي تربط شبعا بحاصبيا.