أفقا ــ جوانا عازارلا يمكن لثلوج كوانين أن تمر مرور الكرام على منطقتي حدث بعلبك وأفقا. فضريبته القاسية هناك، تكاد دائما تكون أقسى مما هي في المناطق الأخرى حتى النائية منها، ذلك ان أضراره لا تقتصر على "الزربة" داخل المنزل، بل تتعداها لتسدّ الطريق الوحيدة التي تصل ما بين المنطقتين، ما يؤدي الى قطع "الإجر" بينهما لمدة قد تطول لتتجاوز الخمسة عشر يوماً، حسب ما يقول رئيس بلدية أفقا (البلدية المنحلّة) حسن زعيتر. هذا المشهد الذي يتكرر سنوياً يعيد سكان المنطقتين إلى المشاكل المزمنة التي تعانيها الطريق. فعدا أزمة الثلوج ومياه الأمطار التي تؤدي إلى انهيارات خطرة في التربة على جوانبها، وخصوصاً من ناحية البقاع، ثمة أزمات أخرى تتعلق بكثرة الحفريات والتشققات، التي تعيق حركة السير.
"نحن أكثر المتضررين من بقاء الطريق على حالها"، يقول زعيتر. ويضيف "يمكن لأهالي البقاع الشمالي أن يستغنوا عن الطريق أثناء تعطله، كونه مفتوح على بعضه البعض، لكن سكان المنطقة الجرديّة في جبيل يتأثّرون بإقفال الطريق بشكل واضح، ونظراً لحاجة تلك المنطقة وتداخلها التجاري مع البقاع". أكثر المتضررين بحسب زعيتر، "هم سكّان القرى المحاذية للطريق الذين يعتمدون على المواد الغذائيّة، الآتية من البقاع، وكذلك الأمر بالنسبة الى تجار المواشي". وإزاء هذا الوضع، طالب زعيتر "وزارة الأشغال العامّة والنقل الإهتمام بالطريق، لا الإكتفاء فقط بفتحها عندما تهدأ العاصفة". أما الأهالي، فيطالبون الوزارات بأخذ الموضوع بعين الإعتبار وإصلاح الطريق التي لا تنحصر ببلدة أفقا دون سواها، إذ أنّ منطقة الجرد الجبيليّ كلّها تستفيد من تأهيلها وفتحها في فصل الشتاء بشكل دائم. ومن بين هؤلاء

الأهالي يطالبون بإصلاح الطريق وعدم الاكتفاء بفتحها
المطالبين أهالي بلدات لاسا والغابات وحراجل والعاقورة وقرطبا والمغيرة وعين الغويبة، الذين يرون في هذه الطريق السبيل الوحيد إلى البقاع كونه الأقرب من مركز قضائهم في جبيل أو من بلدة نهر ابراهيم المتحولة شيئا فشيئا الى محطة لأهل الجرد على الساحل. أكثر من ذلك، فللطريق المذكورة "بعداً اجتماعيّاً"، لأن هناك حسب زعيتر "ترابط عائلي قديم، كما أن عدداً من عائلات لاسا وأفقا والمغيرة لها جذور تمتدّ إلى منطقة البقاع، إضافة إلى وجود عدد كبير من أهل منطقة جبيل الجرديّة يسكنون في البقاع". المطلب هو تأهيل الطريق إذاً، لتعزيز علاقات كثيرة بين سكّان المحافظتين: البقاع الشمالي والجبل، وللحفاظ على سكّان المنطقة الجرديّة الجبليّة في ضيعهم وعدم نزوحهم منها في فصل الشتاء. لكن، رغم كل ذلك، تشهد تلك الطريق، على مآسيها، حركة لافتة في فصل الصيف، فيسلكها معظم المواطنين الذين يتنقّلون بين البقاع الشمالي وجبل لبنان بدل سلوك طريق نهر البيدر.