رضوان مرتضى ــ سارة برسونلم يكن علي طليس، وهو سائق سيارة أجرة في مطار بيروت الدولي، يعلم أنه سيقل في سيارته طاقم الطائرة الإثيوبية التي تحطمت فجر الاثنين الماضي في رحلتهم الأخيرة. الرجل، الذي عثرت «الأخبار» عليه، روى بعض التفاصيل عن ذلك المشوار الذي أقل فيه بعض أفراد الطاقم الإثيوبي، بمن فيهم القبطان، الى مطار بيروت، إضافة الى بعض مشاهداته بعد إيصالهم إلى وجهتهم في طريق عودته، وهي مشاهدات تتلاقى مع روايات شهود عيان قاطنين بقرب المطار والمكان الذي سقطت فيه الطائرة. يقول علي طليس في وصف ما رآه من الأرض حين كان عائداً إن الطائرة «من الأرض بدت كأن ناراً قد انطلقت من جناحها»، يضيف: ظننا في البداية أنه قصف إسرائيلي، لكن حينما هوت الطائرة واختفت في البحر، هدأ الأمر. لم يكن بإمكاننا سوى رؤية ألسنة لهب تشتعل على سطح الماء».
غالباً ما كان علي ينقل طواقم الطائرات من المطار الى فنادقهم ومن هذه الأخيرة إلى المطار. في تلك الليلة أقل طليس الطيار الإثيوبي ومضيفتين من مضيفات الطائرة المنكوبة وذلك من فندق الكومودور في بيروت مساء ذلك اليوم. وبطبيعة الأمر كان واحداً من الأناس القلائل الذين تحدثوا إلى أفراد الطاقم. يتحدّث طليس عن رداءة الطقس ذلك اليوم، يضيف: «أعمل في العادة مع شركات طيران أخرى، لكن طلب منّي في تلك الليلة أن أقلّ طاقم الطائرة الإثيوبية». يشير علي إلى أنه قضى وقتاً قصيراً مع الطيّار الإثيوبي والمضيفتين باعتبار الوقت الذي يستغرقه الطريق من الفندق إلى المطار. ويعترف سائق التاكسي بأن لغته الانكليزية ليست جيدة جداً. لذلك، يرى أن من الصعب عليه وصف حالة الطيار في كثير من التفاصيل. لكن علي يتذكر ما قاله الطيار قبل خروجه من سيارة الأجرة، فقد قال ما قاله بإنكليزية بسيطة، «آمل أن تمرّ هذه الليلة على خير، أرجو أن يكون الله معنا». يضيف علي إن الرجل «التفت بعدها إلى زميلاته متبسّماً وألقى واحدة من نكاته. يختم السائق علي: «أشعر اليوم بأنه كان لديه حدس بأن هناك أمراً ما سوف يحدث لهم».
وكان بعض الشهود العيان من سكان منطقة خلدة والأوزاعي والناعمة، قد أفادوا «الأخبار» في اليوم الأول لتحطم الطائرة الإثيوبية، بأنهم رأوا في الليلة الفائتة نحو الثالثة إلا ربعاً بعد منتصف الليل، لهباً على مستوى مياه البحر كأنه كتلة ضخمة مشتعلة. وقالت إحدى الفتيات التي كانت بين الناس الذين تجمعوا عند الشاطئ، إنها وعائلتها ركضوا الى سطح منزلها من أجل مشاهدة أفضل لما يحصل، إلا أنها بمجرد وصولها الى السطح كانت الكتلة قد انطفات معتبرة أنها لا شك «كانت قد غرقت».