منهال الأمين
في ما يلي مشهدان متقاربان زمناً وجغرافيا، وتحت السماء نفسها: حاول الشاب الممتطي دراجته النارية، مقاومة شرطي السير التابع لقوى الأمن الداخلي، الذي حاول حجز دراجته عند تقاطع المشرفية ــــ بوليفار الغبيري. أمسك الدركي بيده كتف الشاب مع تدفيش وصراخ. قاومه الأخير، محاولاً إنزال يد الدركي، الذي استدعى رفاقه من الرصيف المقابل، فانهالوا على الشاب بالضرب و«ما تمد إيدك عالدرك ولاه». اعتُقل الشاب واحتجزت الدراجة التي امتطاها دركيان وقاداها إلى مكان الحجز. «بكرا بيبعوها»، علق أحد الركاب في الفان المنتظر إشارة الشرطي نفسه، في اتهام واضح للقوى الأمنية بالاتجار بهذه الدراجات. وروى شهود عيان لـ«الأخبار» أنه عند تقاطع حي الأبيض، مر شاب على دراجة نارية، متجاوزاً الإشارة أمام ناظري الشرطي، حتى كاد يصطدم به، وذهب و«عين الدركي ترعاه». لا تدلّ هاتان الحادثتان إلا على الاستنسابية في تطبيق القوانين، فربما تؤول الحملة على الدراجات مآل الحملة على التشدد في حزام الأمان، فتصبح موسمية واستنسابية، فأصواتها الهادرة لا تغادر آذان الناس في بيروت والضاحية، ويتحاشى الدراجون ملاحقتها، كي لا يلحقوا بسائقيها الأذى وفق تعبير مسؤول في قوى الأمن الداخلي لـ«الأخبار».