يأتي التقرير السنوي لـ«مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب» ليستكمل العام الثالث من مشروع المساعدة الصحية والاجتماعية والنفسية لضحايا التعذيب المموّل من الاتحاد الأوروبي وصندوق دعم ضحايا التعذيب في الأمم المتحدة ومؤسسة OAK والذي يشمل بدعمه ضحايا الاعتقال والتعذيب في السجون الإسرائيلية والسورية وعائلاتهم وذوي المفقودين. فيشير التقرير إلى أن وجود العيادة النقالة مثّل نقلة نوعية في عمل المركز، لافتاً إلى أن العيادة ساهمت في دخول المركز إلى السجون اللبنانية وتقديم خدمات صحية ونفسية للمسجونين من الرجال والنساء. التقرير السنوي لمركز لخيام الذي يصدر للسنة الثالثة، يؤكد أنه رغم الأوضاع المزرية للسجون، فإن الحكومة اللبنانية لم تعطها الأهمية المطلوبة حتى الآن، بدليل عدم وجود خطة حكومية طارئة لمعالجة هذه القضية الإنسانية رغم حالات الوفاة والمطالبات العديدة من المسجونين وهيئات المجتمع المدني. ويشير التقرير إلى أن المركز نفذ 12 زيارة لـ12 سجناً لبنانياً. ويذكر التقرير أن هناك 495 حالة استفادت من الخدمات الصحية في السجون اللبنانية. كذلك يذكر أن هناك 802 حالات من ضحايا التعذيب وعائلاتهم استفادت من الخدمات الصحية المختلفة، بالإضافة إلى استفادة 468 حالة من ضحايا الاعتقال والتعذيب وعائلاتهم. ويلفت التقرير إلى قيام فريق العمل بزيارة 82 أسيرة وأسيراً سابقاً لمتابعة أوضاعهم الصحية والاجتماعية، وبلغت الخدمات الصحية 410 حالات. وقد شملت الخدمات الصحية فحوصاً مخبرية وتصوير ECHO وصور أشعة وإجراء بعض العمليات الجراحية الصغيرة. ونفذ المركز عدة دورات توزعت ما بين دورة كمبيوتر وإسعافات أولية واحتفالات، كان أبرزها حفلة تخريج عروس بيت الأسير.
كذلك نفذ المركز 8 دورات تدريب مهني لمعتقلين سابقين ولعائلاتهم، وبلغ عدد المستفدين من الدورات 175 شخصاً في الجنوب والشمال. كما نظم المركز دورة تدريب شارك فيها الخبير رائد أبو ربيع من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف حول «تمكين الناشطين في مجال مناهضة التعذيب، تقنيات الاستماع والمراقبة والتوثيق». كذلك نظّمت دورة شارك فيها المدرب الدكتور مولاي أحمد الدريدي حول «تمكين العاملين في مجال مناهضة التعذيب».
ويخلص التقرير إلى أن معظم ضحايا التعذيب من مختلف المناطق يعانون ظروفاً مادية قاسية، لافتاً إلى أن الهموم المعيشية تأتي في طليعة مشكلاتهم، فهم لا يستطيعون أن يوفروا الدواء لأنفسهم أو لأفراد عائلاتهم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى القرطاسية والكتب.