«بالمقاومة تحررت صيدا لا بالمفاوضات ولا بالدموع» و«نريد الفرق بين الذين قاوموا الاحتلال والذين تواطأوا مع الاحتلال» وعشرات اللافتات الحمراء التي تارة تربط بين تحرير الأرض وتحرير الإنسان من الذل، وطوراً تشير إلى استمرار الصراع مع المشروع الصهيوني، وهي موقعة باسم «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية»، وأخرى مماثلة موقعة باسم «اللقاء الوطني الديموقراطي في صيدا». وللمناسبة يُنظم غداً احتفال في ساحة الشهداء في المدينة تتخلله كلمة لرئيس التنظيم الشعبي الناصري، النائب السابق أسامة سعد.اللافت هذا العام، أن القوى الحزبية والشخصيات التي انخرطت في «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ـــــ جمول»، بما فيها قوى يسارية تعترض راهناً على ما تسميه احتكار حزب الله للمقاومة، قد شمّرت عن سواعدها لإحياء الذكرى في أنشطة متنوعة سياسية وفنية وتكريمية وثقافية.
تتضمن فاعليات الذكرى فيلماً وثائقياً أعدته القوى الشبابية في المنظمات اليسارية لمناسبة اليوبيل الفضي لتحرير صيدا. يكشف الفيلم عن جوانب مهمة من عمل المقاومة الوطنية في المدينة، وفيه شهادات حيّة لمقاومين نفذوا عمليات داخل المدينة. ويعرض الوثائقي أرشيف مئات العمليات التي نفذتها الجبهة في صيدا، وشهادات لمعتقلين سابقين في سجون الاحتلال. أمين سر اللقاء الوطني الديموقراطي في صيدا، النقابي عصمت القواص، الذي زُجّ في المعتقلات الإسرائيلة، قال لـ«الأخبار» إن «الوطنيين اللبنانيين الصيداويين مدعوون على مختلف انتماءاتهم الحزبية إلى حماية إنجاز تحرير صيدا، وتأكيد خيار مقاومة العدوانية الصهيونية». ويشير إلى أن «جبهة المقاومة اعتادت إحياء ذكرى تحرير المدينة، انطلاقاً من ايمانها بالفعل المقاوم». ويخلص القواص إلى القول: «همُّنا الحفاظ على منطق التاريخ وعلى الإرث النضالي وعلى الهوية المقاومة للمدينة».
وللمناسبة، يقيم لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية احتفالاً في المناسبة في قاعة بلدية صيدا، تُلقى فيه كلمات لمسؤولين من أحزاب علمانية ودينية. ولا ترى القوى الوطنية أي تضارب بين نشاط جبهة المقاومة عند ساحة الشهداء ونشاط لقاء الأحزاب، فكلاهما يكمل أحدهما الآخر، والفكرة هي «تأكيد خيار المقاومة».