strong>جوانّا عازارلير من العصر الروماني عزف عليه نيرون وهو يشاهد روما تحترق. قمقم سليمان من العهد العبراني كان الملك الحكيم يضرب عليه لإسكات الجنّ عند شعوره بالخوف. إنّها عيّنة من آلات موسيقيّة تعود لمختلف العصور القديمة (البابلي، الأشوري، الفرعوني، الفينيقي، الفارسي) مع أخرى حديثة، بعضها مصنّع من شجر لبنان على يد الفنّان اللّبناني ناصر مخّول، تعرض، إلى جانب إصدارات ومنشورات موسيقيّة من كتب وأقراص مدمجة، في «معرض المنشورات والآلات الموسيقيّة الأوّل» الذي يختتم مساء اليوم في حرم جامعة الروح القدس ــــ الكسليك.
تنوّه طالبة الماستر في كليّة الموسيقى كريستال الحاج بالمعرض، لافتة إلى «أهميّة تعريف الجيل الجديد بالآلات الموسيقيّة، وخصوصاً القديمة منها». فالمعرض هو «تظاهرة ثقافيّة تعزّز المستوى الثقافي في لبنان والعالم العربي»، بحسب رئيس جامعة الروح القدس الأب هادي محفوظ، وهو من تنظيم كليّة الموسيقى في الجامعة، بالتعاون مع المجمع العربيّ للموسيقى وبدعم من وزارة الثقافة اللّبنانيّة. وهو، حسب أمين سرّ كليّة الموسيقى جوزف أبي رعد «يفتح أبوابه أمام طلاب المدارس والجامعات والمتخصّصين ويعرض أمامهم عدداً مهمّاً من المراجع من لبنان والدول العربيّة، ومنها كتب مدرسيّة تعليميّة، إضافة إلى إنتاجات موسيقيّة، كما تتخللّه ندوتان حواريّتان عن النشر الموسيقيّ والنقد الموسيقيّ». إلى ذلك، يخصصّ المعرض جناحاً خاصّاً بإصدارات موسيقيّة لفنانين من متخرّجي كليّة الموسيقى في الجامعة ومنهم غادة شبير، كارلا رميا، عبير نعمه، نزار فارس، وربيع رزق.
ويعتبر أمين المجمع العربي للموسيقى الدكتور كفاح فاخوري أنّ المعرض يمثّل «فرصة لتطوير معرض افتراضي دائم على الشبكة العنكبوتيّة»، مشيداً بالعلاقة التي تربط المجمع بكليّة الموسيقى في الكسليك. أما بالنسبة للفنّان ناصر مخّول، فهو «فرصة لعرض آلات من المعرض التاريخي للآلات (منذ 3000 سنة قبل الميلاد حتّى القرن السابع عشر) الذي يضمّ مجموعة نادرة من الآلات جبت فيها عواصم العالم قبل أن أرسو بها في حرم الكسليك». ففي النهاية الموسيقى، كما قال وزير الثقافة سليم ورده خلال افتتاحه المعرض «هي عاطفة الإنسان تنتقل بالصوت إلى الآخرين»، مذكّراً بقول لنيتشه «الحياة بدون موسيقى خطأ كبير».