عندما وضعت عدّادات وقوف السيارات قبل نحو سنتين، داخل مدينة بيروت، صرّح مدير مشروع تطوير النقل الحضري في العاصمة، الذي ينفذه مجلس الإنماء والإعمار، المهندس إيلي الحلو، بأن العدادات «ستنظّم عملية ركن المركبات بطريقة عادلة ودورية لجميع المواطنين». وأشار الحلو إلى أن التشغيل سيكون «من قبل القطاع الخاص تحت إشراف هيئة إدارة السير، وسيكون هناك على الطرقات مراقبون لإرشاد المواطنين حول تفاصيل عملية الركن».حدّد مدير المشروع مهمة المراقبين بـ«إرشاد» المواطنين، ولكن ما حصل في اليومين الماضيين في شارع الحمراء «لا يشبه الإرشاد إطلاقاً»، بحسب ما أكد لـ«الأخبار» عدد من المواطنين وأصحاب المحال التجارية هناك.
حصلت مشكلة، أول من أمس، أمام أحد المطاعم في الشارع المذكور، بين أحد مراقبي العدادات الآلية لوقوف السيارات وأحد العاملين في المطعم. سبب المشكلة أن المراقب، بحسب أكثر من شاهد عيان، أزال ورقة الدفع عن «تابلو» سيارة مكشوفة تعود لأحد زبائن المطعم، ورماها على المقعد الخلفي «حتى يبرر تحريره ضبط مخالفة بقيمة 10 آلاف ليرة». اعترض بعض العاملين في المطعم على تصرّف المراقب «الغشاش»، فحصل تلاسن بينهم أدّى إلى عراك بالأيدي. توعّدهم المراقب بـ«تربيتهم»، فاتصل بمديره المسؤول. وصل الأخير، وأخذ يطلق مختلف أنواع السباب والشتائم بحق العاملين في المطعم. أحد أصحاب محال الثياب هناك، أكد لـ«الأخبار» صحة ما ذُكر، وقال إن ذاك المسؤول اسمه شوقي خ. وهو يتصرف مثل «زعيم مافيا، فيضيّق والعاملين معه علينا وعلى زبائننا، فأحياناً يركن الزبائن سياراتهم ويتوجهون إلى الماكينة لدفع الأجرة، وما إن يبتعدوا قليلاً حتى يأتي المراقب ويُحرر بحقهم ضبط مخالفة، رغم توجههم إلى ماكينة الدفع».
يشار إلى أن شركة خاصة تتولى تشغيل هذه العدادات، بالتنسيق مع بلدية بيروت وهيئة إدارة السير، وقد حاولت «الأخبار» الاتصال أكثر من مرة على رقم «المراجعات» المدوّن على العدادات، لكن أحداً لم يُجب.
م. ن.