جالت مجموعة «نادي طلبة» في جامعة LIU على مناطق لبنانية فقيرة في إطار تنظيم حملة توعية خيرية عن مظاهر الفقر تشمل إنتاج فيلم تسجيلي عنها وعقد مؤتمر خلال الشهر المقبل
رنا حايك
هل هناك جياع في لبنان؟ كيف يعيش الفقراء؟ أمور يناقشها الطلاب، يسمعون عنها ولا يلمسونها فعلاً. من هنا، جاءت الفكرة لنادي «طلبة» في الجامعة اللبنانية الدولية: نجول في لبنان. نوثق الفقر، ننظم كل شيء معاً، كل في مجال دراسته، من دون الاستعانة بأي مهني من خارجنا. نعرضه على الزملاء الذين لم يتسنّ لهم مرافقتنا، ونقوم بحملة خيرية وتوعوية في أوساطهم. تلقفت «الجمعية اللبنانية للتنمية، المجموعة» عرض النادي وموّلته من خلال مشروعها «سراج» لتنمية القيادات الشبابية في العالم العربي، بينما مدّت إدارة الجامعة لطلابها يد العون فدعمتهم لوجستياً لتنفيذ حملتهم. هكذا، جال حوالى 30 طالباً على 7 مناطق اختيرت بعد دراسة قام بها فريق منتدب على الأرض عبر مقابلة مخاتير ورؤساء بلدية: البقاع (شعت)، النبطية، صور، صيدا، عكار (دنبو)، طرابلس (حي التنك) والأشرفية (حي السريان). استأجر الشباب باصاً أطلق عليه اسم TALABA>S (طلبة ــــ باص) وانطلقت الرحلة تحت شعار «من حولك». على الباص، لصقت ورقة عملاقة فارغة كتب عليها الأهالي في القرى التي تمت زيارتها أسماءهم كتوقيع على بيان غير محدد. الأهالي الذين استقبلوا الطلبة بحفاوة رغم معرفتهم أنهم طلبة يوثقون معاناتهم لا جمعيات تملك القدرة على مساعدتهم مادياً. كانوا يصرون على استضافتهم في بيوتهم المسقوفة بالكاد أحياناً، وعلى تقديم القهوة لهم جميعاً رغم ما قد يكلفهم ذلك من مصاريف باهظة بالنسبة لهم. أما المنامة، فقد دُبّرت، أحياناً في صفوف فرع الجامعة في المنطقة، كما حصل في «الخيارة» البقاعية بعدما تبرعت «كاريتاس» ببعض «الفرش»، وأحياناً في بيوت أحد الزملاء، كما حصل في عربصاليم. في تلك الرحلة، ذهل الطلاب من الفقر الذي شاهدوه. بيوت من دون وسائل تدفئة تأكلها الرطوبة. مطابخ عبارة عن إبريق مياه وخشبة وبابور غاز. حمامات في الخلاء تسترها خرقة من الخيش فقط. صحيح أن الطلاب لا يملكون الكثير مما يقدمونه للأهالي لكنهم عملوا بأقصى طاقاتهم ضمن المتاح: فنظفوا نبعة كانت مهملة تملأها الأوساخ في قرية شعت، وأصلح حسين رمال وحسن حريري حنفية كانت معطلة في أحد البيوت التي زاروها في النبطية. في طرابلس، رسموا شجرة على جدار أحد البيوت بعد استئذان صاحبه، ودعوا أطفال القرية لتكون بصماتهم هي أغصانها. أحب الأطفال «حاتم»، كان ينظم لهم يوماً طويلاً من الألعاب والنشاطات الترفيهية. «أبو ليلى» و«أبو الرعب» و«أبو عذاب» ناكف طفولتهم الشقية رواد، فأطلقوا عليه اسم مراد لسبب لا يزال يجهله، وأصروا عليه حتى كتبوه على البوسطة «موراض».
انتهت الرحلة، وعاد الطلاب إلى دراستهم. الخطوة التالية؟ مونتاج الفيلم التسجيلي، مع آخر يوازيه ويكون بمثابة «MAKING OFF» يوثق رحلتهم الشخصية على أن يدعوا الطلاب من جامعتهم ومن الجامعات الأخرى خلال الشهر المقبل لحضور العرض ضمن مؤتمر يتباحثون فيه المساعدة التي يستطيعون تقديمها ولو اقتصرت على مساعدات عينية تناسب قدراتهم المتواضعة.



«شو حلو لبنان وشو بشع»، يقول رواد الحاج، معبراً عن صدمته من الفقر الذي شاهده. ورغم اعترافه بأن المبادرة متواضعة، إلا أنه يؤكد: «لو كل واحد بلش عصغير، بجامعته، إلا ما نساهم بشي، ولو كان مجرد تسليط الضوء على حالات بعض المواطنين الصعبة».