النبطية ــ كامل جابرفوجئ عدد من رؤساء بلديات قضاء النبطية المنضوية في اتحاد بلديات الشقيف، في الاجتماع الأخير بقرار طُرح للتصويت، يقضي بإلغاء المناقصة التي أجراها الاتحاد بخصوص جمع النفايات والتخلّص منها.
ويلفت رئيس بلدية حاروف، أحمد عياش، إلى أن هذه الجلسة، التي أُلغيت فيها المناقصة، عُقدت يوم خميس خلافاً للعادة، إذ كانت الجلسات تُعقد يوم سبت، «وجرى خلالها الإلغاء دون تعليل الأسباب. علماً بأنه كان يفترض بالمتعهد، إذا كان سيقع في متاهات مالية، الانسحاب ودفع بدل ضياع أمانة مالية مفترضة».
من جهته، يوضح رئيس الاتحاد سميح حلال أنّ الاتحاد لم يقبل المناقصة أصلاً «لم نصدّق عليها، وقد وجدنا أن المبلغ الذي رست عليه غير كاف، ولن يجعل المتعهد يؤدي عمله بطريقة مناسبة». يشرح: «أنا شخصياً حسبت المصاريف، ووجدت أن المكب يكلّف المتعهد 600 مليون في السنة، وهناك ضريبة القيمة المضافة 150 مليوناً، و50 مليوناً رسوم مالية وضمان اجتماعي، و700 مليون أجرة عمّال، فضلاً عن الآليات والمحروقات، ما يعني أنّه ستحصل مشاكل مع المتعهد، وقد لا يقوم بعمله بطريقة جيّدة، وسينزعج الأهالي، لذلك، قلنا: لا، لسنا على استعداد للتسبّب بالتذمّر للناس». ورداً على سؤال «الأخبار»: «قلتم في وقت سابق إنكم صدّقتم على المناقصة وكنتم تسعون إلى جعلها في الأطر القانونية؟»، أجاب: «أبداً لم نفعل ذلك، معاملة العام الماضي هي التي حوّلناها ولم يصدَّق عليها إلى هذا الحين». وأعلن الدعوة «إلى طرح مناقصة جديدة، ندرسها، فإذا كانت أعلى من السعر الذي نتصوّره فنحن لن نقبلها، سنبحث عن السعر الأفضل، لا الأدنى ولا الأعلى».
وعن رفض عرض المضارب الرابع في المناقصة، وقبول الاتحاد عرضاً منافساً له، أجاب: «كان يمكن أن ترسو عليه لولا العرض الأقل الذي تقدّمت به شركة الجنوب للمقاولات، وقد وجدنا أنه لا يمتلك الأهلية والمعدّات والآليات اللازمة التي تؤهّله لتولي العملية، فضلاً عن المكبّ، فألغينا طلبه». ويلفت حلال إلى أن العمل مستمرّ حالياً على جمع النفايات «مع الشركة ذاتها التي رفضنا مناقصتها المتدنّية. طلبنا استمرارية شهرين من وزارة الداخلية وقد نفدا، وسنطلب الاستمرار شهراً إضافياً. وإذا لم نوفّق في المناقصة يمكن أن يمرّ العام كله بصيغة الاستمرار على قاعدة حسابات العام الماضي ومبالغه، التي هي مليار و930 مليون ليرة»!
وهذا أمر يجده عياش مضحكاً «الشركة التي رفض التصديق على مناقصتها، هي نفسها التي يمدّد لها. لا نفهم كيف يتحوّل كلام رئيس الاتحاد إلى لسان حال المتعهّد. نحن سجلنا تحفّظنا وأبدينا استياءنا من مجريات الأمور، وخصوصاً لجهة إصرار رئيس بلدية كفرتبنيت على مضاعفة مبلغ أجرة أرض مكبّ النفايات من 200 مليون إلى 400 مليون. مع العلم أن هذه المشكلة هي مشكلة المتعهد لا مشكلة الاتحاد».