ضُمّت المقبرة القديمة إلى المنطقة العسكرية للمقر العام لليونيفيل
إلا أن خصوصية الموت في الناقورة استدعت حينها من غراتسيانو الإيعاز لوحدة بلاده في اليونيفيل بإنشاء المقبرة على الطريقة الإسلامية بالتنسيق مع البلدية. فمقبرة البلدة المُنشأة منذ أكثر من مئتي عام، ضمّتها قوات الطوارئ ضمن أسوار مقرّها العام منذ مجيئها قبل واحد وثلاثين عاماً. ومنذ ذلك الحين، بدأت الإجراءات الأمنية تزداد حول المقرّ، ومن ضمنه المقبرة، حتى بلغت ذروتها بعد تعزيز عديد اليونيفيل بُعيد عدوان تموز 2006. من ذلك الحين، بات على الميت أن ينتظر حتى حصول ذويه على تصريح من القيادة لإجراء مراسم الدفن. حتى إن زيارة القبور صار لها مواعيد محددة، حُصرت في يوم الخميس من كل أسبوع، من الساعة الثالثة حتى السادسة مساءً. ونزولاً عند طلب الأهالي الغاضبين والمحتجّين على الإجراءات، وافقت القيادة لاحقاً على فتح أحد أبواب المقر أمام زائري المقبرة في هذه الساعات الثلاث ودخولهم من دون تفتيش، باستثناء الحضور الكثيف للجنود المسلحين الذين يحيطون بالطريق المؤدية إلى المقبرة في الزاوية الغربية للمقر. الشكاوى المتكرّرة للناقوريين إلى غراتسيانو بمعالجة أمر المقبرة دفعته أولاً إلى التخفيف من الإجراءات المفروضة على الزيارات، ثم إلى استحداث «فرع آخر» للمقبرة في أرض غير متنازع عليها. وهذا ما كان، إذ شقّت قوات اليونيفيل مساحة من أرض قدمتها البلدية وجهّزتها لاستقبال أموات البلدة اللاحقين لأسلافهم المدفونين في المقبرة القديمة.
إشارة إلى أن القبور حول برج الناقورة التاريخي المشيّد في العهد الروماني، الذي استعمله الصليبيون حصناً عسكرياً خلال حملاتهم إلى القدس، وخصوصاً أنه كان يطلّ على ميناء صغير.
وبعد مغادرة غراتسيانو، تستعد قيادة الوحدة الإيطالية في القطاع الغربي لافتتاحها، إثر إنجاز الأشغال فيها خلال أقل من أسبوعين.