عطلة أسبوعٍ مثقلة بالحزن تلك التي مرّت على لبنان. لا بل قد تكون أكثر الأيام حزناً منذ حادثة الطائرة الإثيوبية. هكذا، توزّع الحداد على أكثر من مكان ومنزل، حتى كاد يكون عاماً، بانتظار يوم الحداد الوطني المتوقع إعلانه خلال هذا الأسبوع في حال إعلان مجلس الوزراء في جلسته غداً إيقاف أعمال البحث كما هو متوقع بعد اكتمال الضحايا. وقد سجلت عطلة الأسبوع مواقف متباينة بين لبنان وإثيوبيا على خلفية ملف الطائرة، فقد حذّر وزير النقل والاتصالات الإثيوبي دريبا كوما «الحكومة اللبنانية من مغبة إعاقة التحقيقات في كارثة الطائرة المنكوبة، بغرض الحصول على مكاسب سياسية رخيصة على حساب عملية التحقيق». وقال في مؤتمر صحافي إن الحكومة الإثيوبية طلبت من رئيس «المنظمة الدولية للطيران المدني وأمينها العام التدخل، لافتاً إلى أن «بلادنا لفتت مراراً انتباه الحكومة اللبنانية إلى ضرورة الكف عن نشر معلومات لا تستند إلى أي أساس لوسائل الإعلام قبل أن تنتهي التحقيقات الحالية». أما رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، فقد توجه إلى الداخل، معتبراً أن «تسييس حادثة الطائرة الإثيوبية عبر تحريض أهالي الضحايا غير مقبول»وأكد أنّ «الحكومة اللبنانية كانت حريصة منذ اليوم الأول للكارثة التي أصابت كل اللبنانيين، على احترام مشاعر ذوي الضحايا وتفهّم أقوالهم».
يشيع محمد الحاج بعد غد الأربعاء أو الخميس في بلدته جويا
وأمس، حلّ الحداد ضيفاً ثقيلاً على العباسية (آمال خليل)، حيث شيّع الأهالي الضحية عباس حويلي، أما جويا فتنتظر لتشييع ابنها رضا مستو كردي. وبالنسبة إلى الضحية محمد الحاج، فقد قال شقيقه مصطفى الحاج في اتصال مع «الأخبار» إن مراسم تشييعه «قد تتم بعد غدٍ الأربعاء أو الخميس في البلدة»، علماً بأن بعض أهالي جويا كانوا قد أفادوا بأن دفن الحاج سيتم في الضاحية الجنوبية إلى جانب زوجته رنا الحركة وطفلته جوليا، أما شقيقه مصطفى فقد نفى الخبر جملة وتفصيلاً.
وقد شيّعت جويا صباح الجمعة الماضي ابنيها جمال علي خاتون وحسن محمد عيساوي. فيما شيعت دير قانون رأس العين ياسر مهدي. أما حناويه، فقد شيعت علي تاج الدين، فيما شيّعت الخرايب (قضاء الزهراني) محمد عكوش. هيفاء الفران المرأة الوحيدة من المنطقة بين الضحايا، أنهت رحلتها في ثرى مدينتها صور. وفي عيتا الشعب، أمس، (داني الأمين)، لم يحل المطر الشديد دون مشاركة مئات الأهالي في تشييع جثمان حسن عدنان كريك، والد محمد الذي ووري في الثرى الأسبوع الماضي. وكانت ياطر في قضاء بنت جبيل قد شيّعت ظهر أول من أمس حمزة علي جعفر. وشيّعت بلدة عيناتا (بنت جبيل)، ظهر الجمعة الماضي جثمان ابنها حسن كمال ابراهيم. وقد جاب الموكب الحاشد شوارع البلدة، وصولاً إلى الجبانة حيث ووري في الثرى. وفي بلدة برعشيت، شيع الأهالي جثمان حسين فرحات بموكب حاشد.
وفي بلاط ـــــ جبيل (جوانا عازار) استُقبل الضحية زياد القصيفي استثنائياً، وزيّن «المحبّون» أحياء البلدة بالشرائط البيضاء وبصوره. وتذكّر راعي الأبرشية المطران بشارة الراعي خلال التشييع كلمات القصيفي الأخيرة لزوجته «أشعر بأنّ عمري قصير، قولي للتوأمين إذا لم أرهما إننّي أحبّهما». عبارة أبكت الناس قبل أن يحمل الجثمان الملفوف بالعلم اللبناني ويوارى في ثرى بلدته.
في ميفدون، كان المشهد مشابهاً. فقد شيّعت البلدة ظهر أمس علي يوسف جابر في مأتم حاشد، وكانت المحطة الأولى للضحية في منزل ذويه، حيث سجّي لفترة قصيرة قبل أن ينطلق موكب التشييع في مسيرة، جابت شوارع البلدة. أما النبطية، فشيّعت أول من أمس حسين يوسف الحاج علي والشقيقين فؤاد وعباس محمد جابر، في مأتم رسمي وشعبي حاشد. وكانت المحطة الأولى في منازل الضحايا في كفرجوز وحبوش، قبل أن تحمل النعوش على الأكتاف. كذلك، ودّعت بلدة مغدوشة في قضاء صيدا ابنها أنطوان توفيق الحايك بمأتم رسمي وشعبي حاشد. وفي بلدة منجز، شيع الأهالي الضحية فريد موسى الذي عاد إلى بلدته بعد 32 يوماً على الحادثة المأسوية.
(الأخبار)