لم تستطع الجماعة الإسلامية في لبنان أن «تقطعها». ففتوى محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، بأنّ «من حق مصر بناء الجدار (مع غزة) حفاظاً على سيادتها»، أثارت غضب أعضاء الجماعة في لبنان، فما كان منهم إلا أن قطعوا الطريق أمام سفارة مصر أمس، بمجسّم جدار حديدي. وتحرك الجماعة هو الثاني في لبنان ضد الجدار المصري بعد اعتصام اتحاد الشباب الديموقراطي الأسبوع الماضي.يشرح عمر المصري، عضو المكتب السياسي في «الجماعة» لـ«الأخبار» بأن اعتصام أمس أراد تسجيل موقف حادّ من فتوى علماء أزهر مصر، وتأكيد الارتباط الإنساني والديني بالقضية الفلسطينية، والسياسي بحركة حماس، «فنحن الجناح اللبناني وهم الجناح الفلسطيني».
المعتصمون رفعوا شعارات منددة بالجدار، فتوجه الشيخ أسامة الرفاعي إلى مصر «أرض الكنانة التي أنبتت عظاماً على رأسهم الإمام الشهيد حسن البنا»، مشيراً إلى «أن غزة هاشم ليست وحدها، بل وراءها كل الملايين، وإن تخلى عنها الحكام والرؤساء والزعماء، فلن تتخلى عنها الشعوب».
أما عضو رابطة علماء فلسطين، الشيخ بسام كايد، فخصّ بعتابه علماء الأزهر قائلاً: «ليس هذا ما كنا ننتظره من مصر وأزهرها، أين أنتم أيها العلماء من أنفاق القدس التي تحفر تحت المسجد الأقصى وتهدده بالانهيار؟ وأين كنتم في الحرب المدمرة التي ضربت أهل غزة؟».
ورفض الشيخ أحمد العمري في كلمة الجماعة أن «تكون مصر في صف التآمر على شعبنا في غزة»، وأكد فتوى القرضاوي بحرمة بناء هذا الجدار، مستنكراً فتوى علماء أزهر مصر. ودعت المذكرة التي سلمها المعتصمون للسفارة إلى فتح معبر رفح، وإمرار قوافل الإغاثة، وإعادة الحركة التجارية بين مصر والقطاع. وطالبت بتكليف جامعة الدول العربية تكوين قوة رمزية عربية بقيادة مصرية، تحمي شواطئ غزة وتنظّم عملية الصيد البحري لسكانها. وأكدت تبني التقارير الدولية التي ناقشت العدوان على القطاع وأدانته، ولا سيما تقرير غولدستون.
أما جبهة العمل الإسلامي في لبنان، فرأت ـــــ في بيان أصدرته ـــــ أنّ أمن مصر وكرامتها وسيادتها لا تكون بالتضييق على الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة. وأثنت على «بيان جبهة علماء الأزهر رداً على الفتوى المزعومة واعتبارها حرام شرعاً وقانوناً وإنسانياً».
(الأخبار)