كعادتهم، التزم أبناء القرى الحدودية منازلهم في ليلة رأس السنة، بعيداً من المطاعم والملاهي التي يقصدها عادة الكثير من اللبنانيين من المناطق الأخرى. «منذ أيام الاحتلال الإسرائيلي، نلتزم منازلنا حتى في ليلة رأس السنة في سهرة عائلية، نصنع الحلويات المنزلية ونشاهد ما تعرضه شاشات التلفزيون من برامج خاصة لهذه الليلة»، تقول رئيفة منصور من بلدة عيترون، وتضيف: «أصلاً ما في بالمنطقة مطاعم ومقاهي خرج هيك مناسبة، خاصة بسبب الأوضاع الاقتصادية المترديّة والأمنية الحذرة دائماً»، ثم تهز برأسها وهي تقول: «حتى التحرير لم يفلح في إدخال الدولة، بما تعنيه من مشاريع إنمائية، إلى هنا، ولو تعويضاً عن الحرمان خلال سنوات الاحتلال القاسية». وإن كان في ما تقوله السيدة جانب كبير من الصواب، إلا أن أجواء ذكرى عاشوراء، ساهمت أيضاً في الامتناع عن الاحتفال في ليلة رأس السنة. لا بل إن بعض أهالي القرى والبلدات استمرّوا ليلة رأس السنة بإقامة مجالس العزاء الحسينية مع أن العاشر من محرم قد فات. وتوكيداً على ذلك يقول فادي ترمس، من بلدة طلّوسة (قضاء مرجعيون): «لا نزال في أجواء الحزن العاشورائي، وعاداتنا لا تسمح لنا بإقامة أي مظهر للفرح في مثل هذه الأيام، إضافة إلى أن هذه البلدات خالية من أماكن الأفراح والملاهي الليلية، حتى أن القرى الحدودية، باستثناء بلدة مرجعيون، ليس فيها مطاعم كبرى صالحة للسهر».
أصلاً ما في بالمنطقة مطاعم ومقاهي خرج هيك مناسبة