كامل جابرفوجئ علي جعفر، الطبيب المناوب في مستشفى الدكتور حكمت الأمين التابع للنجدة الشعبية اللبنانية في النبطية، بمجموعة من الشبان ينقلون زميلهم ب. ف. وهو في حالة السكر الشديد، ويعاني ضيقاً في التنفس.
وقعت هذه الحادثة قرابة الثالثة من فجر الأحد الفائت، ولمّا حاول الطبيب مع الممرِّضين زينب ظاهر وحسين الصغير ومحمد مروة وجلال سعد معالجة الشاب، هاجمهم واعتدى عليهم بالضرب.
إدارة المستشفى سارعت إلى الاتصال بمخفر درك النبطية، وخصوصاً بعدما نزع المريض المعتدي الأمصال عن يده، فبدأت تنزف، ثم كسّر بعض الطاولات والمعدات الطبية الموجودة أمامه.
ولما تأخر وصول عناصر الدرك، حاولت إدارة المستشفى الاستعانة بقوى أمنية تابعة للشرطة القضائية، تمكنت مع عناصر الدرك من القبض على المعتدي خارج المستشفى مع اثنين من رفاقه، حاولا تسهيل هربه وأعاناه في الشتائم التي أطلقت بحقّ الأطباء والممرضين «الذين ظلوا يتعاملون مع الحالة كحالة مرضيّة، رغم وضوح حالة السكر الشديد على المعتدي ورفيقيه، وأحدهما من بلدة أنصار والآخر من مارون الراس»، بحسب مدير المستشفى الدكتور علي الحاج علي.
لفت الحاج علي إلى أن مسؤول دورية الدرك المناوبة حاول «إنهاء الأمر حبياً، وطلب إلينا عدم الادعاء على المعتدين مقابل اعتذارهم، لكننا أصررنا على أن يأخذ القانون مجراه، ورفعنا شكوى على المعتدين، وخصوصاً أن طبيباً وممرِّضين تعرضوا للضرب والإهانة، ولا يمكن حلّ الأمر بتبويس
اللحى».
قوى الأمن التي أوقفت المعتدين، أفرجت عنهم صباح أمس بسندات إقامة، وواصلت التحقيق، وخصوصاً في ظل الحديث عن تقصير في تلبية الاستغاثة التي وجهتها إدارة المستشفى. وقد تحدث بعض المتابعين للقضية عن محاولة إنهاء الموضوع من دون توقيف المعتدين.
أخيراً، احترمت إدارة المستشفى الأصول المهنية، وحرصت على عدم كشف ملف المريض، وما إذا كان قد تناول مهدئات أو ما شابه قبل التوجه إلى المستشفى، رغم أنّه قد اعتدى على عاملين فيها.