البقاع ـــ نقولا أبو رجيليتشهد محال بيع النصوب في البقاع الأوسط إقبالاً ملحوظاً على شراء أشجار الزيتون، ما دفع بعض أصحاب المشاتل إلى رفع الأسعار، في وقت بدأت أصوات أصحاب الأراضي بالارتفاع، لمطالبة وزارة الزراعة بتوزيع هذه الأشجار مجاناً كما جرت العادة.
«اقتلاع أشجار الكرز واستبدالها بالزيتون ليس بطيب خاطر منا»، يقول المزارع وديع أبو رجيلي الذي يملك أرضاً صغيرة في سهل بلدة كفرزبد، مضيفاً «ما جبرنا على المرّ إلا الأمرّ منه». استعانة أبو رجيلي بهذا المثل الشائع ليس انتقاصاً من قدر الزيتون كما يؤكد ضاحكاً، بل لأسباب عديدة وهي، «بطء نموّ نصوبه، وتأخر استثمار محصوله لفترة تمتد بين 7 و10 أعوام، بالإضافة إلى أن أشجاره لا تثمر سنوياً ودورياً كما هو معروف»، كما يشرح، لافتاً إلى أن طبيعة التربة في معظم مناطق البقاع الأوسط لا تثمر حبوباً توازي بجودتها تلك التي تنتجها باقي المناطق اللبنانية في شمال لبنان وجنوبه، من ناحية غزارة الزيت وطعم حبوب الزيتون. رغم ذلك، يتجه الكثيرون صوب هذه الزراعة في الأراضي البعل، نتيجة عدم جدوى الاعتناء بأشجار الكرز التي لم تعد تعمّر، بعدما عجز أصحابها في مكافحة «دودة الشجر» أو ما يعرف بـ«زيز أبو شوارب»، التي تنخر جذوعها وتسبب جفاف أغصانها.
فقد تبين، خلال جولة قامت بها «الأخبار» على مناطق البقاع الأوسط، أن معظم أصحاب الأراضي البعليّة يزيلون أشجار الكرز من بساتينهم تمهيداً لغرسها بنصوب الزيتون. المزارع طوني السكاف اشتكى من أن إنتاج أشجار الكرز، التي اقتلعها هذا العام وباعها حطباً للتدفئة، لم يغط تكاليف الاعتناء بها طيلة 15 عاماً، عازياً ذلك لأسباب عدة، من بينها افتقار أرضه للمياه الجوفية، وعدم تمكّنه من ري أشجارها التي نخرت «دودة الشجر» أغصانها، إلا أن العامل الأهم، هو تأثر البراعم عند تفتّحها في فصل الربيع، بعوامل مناخية «الصقيع أو الشلهوبة».
من جهته رأى أحمد الترشيشي، صاحب مشتل في بلدة تعلبايا، أن سبب تزايد الطلب على شراء نصوب الزيتون هذا العام هو تحوّل أصحاب الأراضي البعليّة عن زراعة أشجار الكرز، واستبدالها بأصناف مختلفة من بينها الزيتون. وعن أسباب ارتفاع الأسعار يقول، إن ذلك يخضع لسوق العرض والطلب، وارتفاع ثمن هذه «المطاعيم» التي تستورد بمعظمها من سوريا، وهي تباع بأسعار تتراوح بين 15 و18 ألف ليرة لبنانية، بحسب نوعية الشتول وحجمها، لكون أعمارها تتجاوز السنوات الخمس، ما يوفّر على المزارعين مزيداً من الوقت لاستثمار إنتاجها، بدلاً من انتظار نحو 8 سنوات حتى يكتمل نمو النصوب الصغيرة التي لا يتعدى ثمنها ثلاثة آلاف ليرة.