تخرجت العيساوي من كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية عام 1993، ثم تابعت دراسة ماجستير مهني في الإعلام في إطار برنامج تنظمه الجامعة اللبنانية وجامعات فرنسية، وتخرّجت منه عام 1996، لتحصل بعد ذلك على شهادة الدكتوراه من «باريس الثانية»، وأعدت أطروحة عن «عملية إعادة البناء السياسي في لبنان غداة الحرب الأهلية من منظور الصحافة اللبنانية».
عملت فور تخرّجها في صحيفة «السفير»، ثم انتقلت بعد نحو ثلاث سنوات إلى جريدة «النهار». بعد نحو عام، غادرت الصحيفة العجوز لتنتقل إلى وسيلة إعلامية ولدت للتوّ حينها (أي عام 1999) أي صحيفة «المستقبل»، لم تطل الإقامة فيها، انتقلت بعد شهور لتعمل في مكاتب وكالة الصحافة الفرنسية في قبرص. ثم شدت الرحال إلى الـ«بي بي سي»، لتعمل مراسلة تتابع قضايا لبنانية وعراقية وأردنيّة.
حرصت العيساوي، خلال عملها في الصحف اللبنانية، على عدم إظهار ميول سياسية معينة أو دعم لطرف ما، كما يصعب القول إنها تبنّت قضية تتعلق بحقوق الإنسان أو بالمجتمع المدني في كتاباتها، رغم أنها كانت من موقّعي عرائض للدفاع عن صحافيين رُفعت ضدهم دعاوى أو تعرّضوا لتوقيف برامجهم التلفزيونية. ويركّز من عملوا مع العيساوي على مهنيّتها «بالمعنى التقني للعمل الصحافي».
حرصت العيساوي على عدم إظهار ميول سياسية معينة
رؤساء الأقسام التي عملت فيها العيساوي، في الصحف اللبنانية، لم يتابعوا عملها، لذا يجدون صعوبة في تقويم قدرتها الحالية على أداء دور مهم في إطار الوظيفة التي تسلّمتها، ويلفتون إلى أن علاقتها ببعض الوسائل اللبنانية كانت «صعبة».
الصحافية النشيطة، ابنة مدينة صيدا، فتاة طموحة لم تستقرّ في مؤسسة واحدة، غادرت بعض المؤسسات بملء إرادتها، فيما واجهت صعوبات الاستمرار في مؤسسات أخرى. حرفية الناطقة الجديدة باسم المحكمة وموضوعيتها، وطموحها الجارف للتقدم، من نقاط قوتها، لكن ثمة من يرى أن المواقع الحسّاسة تحتاج إلى أناس خلّاقين، وإلى صحافيين مستعدين للدفاع عن القضايا والتوجّهات السياسية التي يؤمنون بها.