صيدا ــ خالد الغربي«جدارك يا مبارك... سيسقط ومعه نظامك»، هو العنوان الذي اختارته منظمة الشباب القومي العربي لاعتصامها المفتوح في ساحة الشهداء في صيدا.
بدأ الاعتصام، أمس، بتحطيم مجسّم للجدار الفولاذي الذي انهار على وقع هتاف «فليسقط مبارك غير المبارك». جرى ذلك على مرأى من صورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي حضر طيفه بقوة في خيمة الاعتصام. الخيمة ليست سوى موقع «الفلوجا» الذي حوصر فيه «البكباشي» جمال عبد الناصر مع فرقته العسكرية خلال حرب فلسطين عام 1948. وبذلك، بدا التحرك كأنه يقصد إجراء مقارنة بين مصر في زمنين. تقول ملاك خليل، العضو في المنظمة: «أردنا من هذا الحضور القوي للرئيس عبد الناصر أنّ نذكّر بدور مصر كما أرادها هو، قائدةً للأمة العربية، لا كما يريدها مبارك، حاميةً لإسرائيل أو خنجراً يطعن جسد هذه الأمة». تعتب خليل على خنوع القوى الحية وعدم تحركها لنصرة غزة. تقول: «الاعتصام جاء لحفظ ماء وجه التحركات الغائبة ومحاولة لإعادة الروح إلى القوى الوطنية العربية للدفاع عن القضية الفلسطينية». يشير مسؤول المنظمة أسعد حمود إلى «أننا اعتدنا أن نسمع بالصرخة المدويّة، لا بالصمت المدوي، لذلك جاء الاعتصام لتأكيد أنّ الجدار الفولاذي استكمال للمخططات الصهيونية التي عودَنا ممارستَها نظام حسني مبارك». لا يقارب حمود وزملاؤه في المنظمة الدور المصري بما يقوم به النظام في الوقت الراهن من «تواطؤ مع المشروع الأميركي الإسرائيلي الساعي إلى الفتن داخل الدول العربية، بل لدينا ـــــ كما يقول حمود ـــــ انتقاد مزدوج على خلفية أنّ القوميين العرب لطالما آمنوا بأنّ الإقليم المصري هو الإقليم الأم بالنسبة إلى الأمة العربية، وإذ بهذا الإقليم يتحول إلى مبعث لتفتيت الأمة والتآمر على قضيتها المركزية، أي قضية فلسطين».
ينتظم الشباب والصبايا في عقد حلقة دبكة على وقع أغنية «أحلف بسماها وبترابها.. ما تغيب الشمس العربية طول منا عايش فوق الدنيا».
يستمر الاعتصام أربعة أيام، يستنكر فيها المعتصمون على طريقتهم بناء الحكومة المصرية جداراً فولاذياً على حدودها مع غزة، ويسجلون احتجاجهم على تعرض الأمن المصري لقافلة شريان الحياة. ينخرط المشاركون خلال الاعتصام في أنشطة ثقافية وفنية وإضاءة شموع وتوجيه رسائل وتوقيع عرائض للمطالبة بوقف بناء الجدار وفتح الحدود ودعم أبناء غزة... «أخي العربي قاوم ذاك الإعصار»، تقول واحدة من العرائض المزمع توقيعها.