بيسان طيالسفارة الأميركية تدقّ ناقوس الخطر، وتحذّر من اللصوص. فقد أرسلت رسالة إلكترونية إلى رعاياها في لبنان، وإلى الأساتذة في الجامعة الأميركية في بيروت تحذّرهم فيها من الاستخدام «العشوائي» لسيارات التاكسي أو السرفيس، وتلفتهم إلى ضرورة اتّباع إرشادات محدّدة عند طلب أي «تاكسي». بينما يذكر أن عدد السرقات (theft) التي وقعت في مدينة فينيكس (أريزونا وهي مسقط رأس السفيرة الأميركية في لبنان ميشال سيسون) بلغت 19755 بين شهري كانون الثاني وحزيران 2009. ويذكر أن عدد سكان فينيكس (1.585.838) مقارب لعدد سكان بيروت. على أي حال، تُستهل الرسالة بإشارة إلى أن السفارة تلقّت، في الأسابيع الأخيرة، عدداً من الشكاوى أو التقارير التي تلفت إلى أن الأجانب الذين يتنقّلون في سيارات الأجرة يمثّلون هدفاً للّصوص.
التقارير الأمنية الصادرة في الأسابيع الأخيرة لا تتطابق مع معلومات السفارة الأميركية
لا يرد في رسالة السفارة توثيق لعدد الأجانب الذين تعرّضوا للسرقة، وفي أيّ مناطق، لكن هذه الرسالة تتضمن شرحاً تفصيلياً لماهية «سيارة السرفيس» في لبنان، وأن حالات السرقة تجري عندما يكون في السيارة سائق ومعه راكب. بعد أن يصعد الأجنبي في السيارة يتجه السائق نحو أقرب «منطقة معزولة»، أو نحو أوتوستراد كبير، وهناك يشهر «الراكب مسدساً في وجه الأجنبي، ويسلبه ما يحمله».
من الإرشادات التي تتضمّنها الرسالة أن يحمل الرعايا الأميركيون أرقام «شركات التاكسي المعروفة»، أما من يختار اللجوء إلى خدمات «السرفيس»، فعليه وفق الرسالة «التأكّد من أن السيارة تحمل لوحة حمراء حكومية»، وإذا لاحظ أيّ شيء «غير اعتيادي» فعليه أن يسأل السائق التوقّف، وأن «يترجل من السيارة على الفور». رسالة السفارة تشدّد على ضرورة إبلاغ السلطات اللبنانية المعنية في حال التعرض لسلب أو اعتداء.
دعت السفارة الأميركيين الذين يعيشون في لبنان، أو يأتون إليه، إلى أن يسجلوا أسماءهم عبر موقع إلكتروني رسمي (www.travelregistration.state.gov)، ليتلقّوا أخباراً عن الأوضاع الأمنية، وأوضاع السفر والسياحة في لبنان.
الفقرة الأخيرة من الرسالة تتضمن توضيحاً جغرافياً لمقر السفارة في لبنان، ولساعات العمل التي يُستقبل خلالها الرعايا الأميركيّون، وأرقام هاتف السفارة التي تستقبل اتصالات رعايا البلاد في أي وقت ـــــ حتى خارج دوام العمل (04/ 543600). يُذكر أن رسالة السفارة أُرسلت إلى بعض العناوين مع رسالة أخرى كتبها أميركي تعرّض لعملية سلب مسلحة، ولكن فاشلة، إذ إنه لم يكن يحمل سوى أجرة التاكسي. يروي صاحب الرسالة أنه حاول إبلاغ رجال الأمن بهذه العملية، فأُحيل من مخفر إلى آخر، وهو ينقل قناعة بأن الشرطة أو عناصر الأمن لن يستطيعوا شيئاً، وأن رقم لوحة السيارة كما نقله ليس صحيحاً.
أخيراً، لا بد من الإشارة، إلى أن مراجعة التقارير الأمنية الصادرة في الأسابيع الأخيرة لا تتطابق مع معلومات السفارة الأميركية، إذ لا تلفت هذه التقارير إلى وقوع نسبة كبيرة من عمليات السلب ضد الأجانب الغربيين، لا في سيارات الأجرة ولا خارجها... فهل أخطأت السفارة في تقديراتها، أم أن الأجانب لا يبلغون عما يتعرّضون له؟