انفجرت عبوة صغيرة في مدخل مبنى في كفرفيلا. ثلاثة تلامذة صغار جُرحوا في الانفجار، إصابة أحدهم خطرة. حضر رجال الأدلة الجنائية وتتولت القوى الأمنية ضرب طوق حول مكان الانفجار، والتحقيقات مستمرة حول الحادث وأسبابه
خالد الغربي
جُرح ثلاثة تلامذة، بينهم تلميذة إصابتها خطرة، في انفجار عبوة صغيرة وضعت عند مدخل مبنى مؤلف من طبقتين في الشارع العام في بلدة كفرفيلا ــــ إقليم التفاح. لف الغموض هذا الحادث، فلم يُعرف الهدف من وضع القنبلة، ومن هو المُستهدف بها. الجرحى هم ديانا محمد زريق (11 عاماً) وقد بُترت ساقها اليمنى، وشقيقها حسن (5 أعوام) وزينب هزيمة (17 عاماً) وقد بتر إصبع يدها. مسؤول أمني أشار إلى أن الجسم المنفجر قنبلة عنقودية، وثمة من تساءل «كيف تنفجر قنبلة عنقودية بمدخل يمر به يومياً سكان المبنى».
في تفاصيل الحادث، أنه بعيد السابعة والنصف صباح امس، كان التلامذة يهمون بالخروج من البوابة الحديدية لركوب باص المدرسة، انفجرت عبوة كانت موضوعة في المكان، فأُصيب التلامذة مباشرة. سمع سائق الباص دوي الانفجار فأسرع باتجاه التلامذة، وحضر عدد من المواطنين وعملوا جميعاً على نقل الجرحى، وقد ضربت القوى الامنية طوقاً في المكان.
بقعة من الدماء بقطر عشرين سنتمتراً غطت أرض المدخل بين الدرج وبوابة المبنى الحديد، وقد وُجدت آثار تبيّن أن الانفجار أوقع جرحى، كما وُجد حذاء طفل أسود ملطخ بالدم، أما زجاج بوابة المدخل فقد تهشّم، وقد أحدث الانفجار حفرة صغيرة جداً عند المدخل.
جاء في خبر نشرته الوكالة الوطنية، أن أجواء الهلع والتوتر سادت في المحلة وتجمع عشرات المواطنين ونقل الجرحى الى مستشفيي النبطية الحكومي والشيخ راغب حرب. وحضر الى المكان قائد منطقة الجنوب الإقليمية العميد منذر الأيوبي للإشراف على التحقيقات، فيما فرضت قوة من الجيش طوقاً أمنياً حول المكان وأجرت تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الانفجار.
مسؤولون أمنيون يشاركون في التحقيق في الحادث، قالوا لـ«الأخبار» إن المعلومات الأولية تشير الى أن العبوة بدائية الصنع، ويُرجح أن تكون قد فُجرت بواسطة فتيل بطيء الاشتعال.
حول مكان الانفجار، وضعت بداية شرائط صفراء وحضر رجال الأدلة الجنائية ومعهم سيارة كبيرة في داخلها بعض التجهيزات المخبرية، ولاحقاً حضرت قوة من الأدلة الجنائية التابعة للشرطة العسكرية في الجيش، وأجرت مسحاً ميدانياً، وكان رجالها يقومون بعملهم بحرفية، وقد وضعوا نقاطاً مرقمة في أماكن متعددة ومتقاربة من مكان الانفجار الذي سوّروه بشريط أحمر، كانت دائرة تسييجه أوسع بكثير من الشريط الاصفر الذي أحاطت به القوى الامنية بداية مكان الانفجار.
كثر الكلام حول أسباب الانفجار، تردّد بداية أن مسؤولين في حزب الله يسكنون في الشقتين المأهولتين من المبنى. ولكن تبيّن أن أحد الذين تردد ذكر أسمائهم هو خارج لبنان منذ فترة.
بعيداً عن التحليلات والشائعات، فان مسرح الجريمة والمشاهدات الميدانية، بحسب أمنيين، توحي بأن الهدف من دس العبوة في مدخل المبنى، ليس عملية أمنية محكمة ضد مسؤولين في حزب، وإلا لكان واضعو العبوة قد استخدموا عبوة أكبر.
ولا بد من التركيز على أن الأجهزة الأمنية اللبنانية هي من تولى منذ اللحظة الأولى مسح المكان والإشراف على التحقيقات.
أخيراً، قال مسؤول أمني لـ«الأخبار» إن دوافع الحادث قد لا تكون سياسية.


الحريري: إسرائيل تهدّد

أعلنت أمس النائبة بهية الحريري أسفها واستنكارها للعبوة «التي استهدفت طلاباً في الجنوب والتي تؤكد المعاناة اليومية للجنوبيين». وأضافت «نشكر الله على أن الإصابات طفيفة لدى اثنين، وندعو الله أن يرأف بالطالبة الثالثة التي بترت ساقها على ما قيل لي هذا الصباح. ولا بد للتأكيد مجدداً أن عدو لبنان هو إسرائيل التي وحدها تهدد لبنان. علينا التنبه لعداوة إسرائيل المتربصة بنا والتي لا نستطيع الرد عليها إلا بوحدتنا».
كذلك صدر بيان عن الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار جاء فيه: «نطالب الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها وأجهزتها بوضع حد لهذه الأحداث التي تتكرر يوماً بعد يوم وتضع أمن المواطنين في دائرة الخطر».