رضوان مرتضى تجدد التوتر أمس داخل مخيم برج البراجنة. رُميت قنبلة يدوية على منزل شخص من آل الصالح، ثم أُتبعت برشق ناري، قال البعض إن مصدره مسجد «الفرقان»، فيما نفى آخرون ذلك. طُرحت روايات عديدة عن حقيقة ما جرى. فاتّهم مسؤول في الجهاد الإسلامي غسان الأشوح وأشقاءه بإطلاق النار ورمي القنبلة لتوتير الوضع. رواية أخرى نقلها مسؤول في حركة فتح، أكّد فيها أن إطلاق النار حصل من طريق الخطأ.
رواية ثالثة أكدت وجود طرف ثالث يسعى إلى توتير الوضع، زعم ناقلوها أن إطلاق النار حصل أثناء خروج غسان وممثلين عن حركة الجهاد وباقي الفصائل متّفقين على إنهاء الخلاف القائم بينهم.
الاشتباك الحاصل هو استكمال لما حصل يوم الثلاثاء، إثر سيطرة عناصر من حركة «الجهاد الإسلامي» على المسجد، وسقوط جريحين أحدهما من آل الأشوح. عُقد اجتماع ضمّ الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية داخل المخيم، لإنهاء الخلاف المستجد بين حركة الجهاد الإسلامي والأشوح، الذي يدّعي أحقيّته في المسجد لأنه دفع من ماله الخاص لبنائه. انتهى الاجتماع ولم يُحَلّ الخلاف، فجُمِّد حتى اليوم التالي، لكن الهدنة لم تصمد طويلاً. الاستنفار المسلح لعناصر اللجنة الأمنية بقي على حاله في محيط المسجد، بينما تمركز مسلّحو الجهاد داخل المسجد.
عُقد أمس اجتماع ثالث للفصائل، فاتّفق المجتمعون على انسحاب المسلّحين من شوارع المخيم ومحيط المسجد، على أن يُفتَتَح غداً صباحاً. واتُّفق على تأليف لجنة لدراسة مسألة الخلاف على المبلغ الذي طلبه غسان الأشوح، البالغ 225 ألف دولار، ووافق المجتمعون على مشاركة عنصرين أو ثلاثة من الحركة مع القوة الأمنية التي ستشرف على المسجد، فيما تؤكد الحركة وجود عناصر لها داخل هذه القوة. نقل أمين سر اللجنة الشعبية «أبو شادي» أنه اتُّفق على أن تجتمع الأطراف كلّها اليوم في مسجد الفرقان لأداء صلاة الظهر وأن يصدر بعدها بيان مفصّل يُعلَن فيه انتهاء الخلاف وفتح المسجد. فيما قال مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي (رفض ذكر اسمه) أنّ «حركة فتح أوقفت غسان ومحمد الأشوح»، لكنّ متحدثين من «فتح» نفوا ذلك. يُذكر أن حركة الجهاد الإسلامي تنفي وجود مجموعة منشقة عنها، وتؤكد أن ما حصل في المخيم «هو إعادة وضع يد الحركة على المجمّع».