محمد نزالوفي سياق آخر، أوقفت القوى الأمنية ح. ص الملاحق بموجب مذكرات عدلية وأحكام قضائية. وكان الموقوف قد ابتكر طريقة تجعله بمنأى عن الخطر المباشر أثناء تنفيذه عمليات السرقة، حيث يذهب إلى شركات تأجير السيارات، ليستأجر الفاخر منها، مستخدماً أسماءً وهمية. لا يعود المستأجِر، بل يختفي لمدة من الزمن، ولا يظهر إلا بعد أن يغيّر لوحات تسجيل السيارة المسروقة، مزوّراً أوراقها القانونية، ليبيعها إلى أشخاص من مختلف المناطق.
مسؤول أمني رفيع قال لـ«الأخبار» إن الموقوف، لم تكن تجذبه السيارات الزهيدة الثمن، بل كان يصوّب على الفارهة منها، ولا سيّما سيارات الدفع الرباعي. تسلّم مكتب مكافحة السرقات في الشرطة القضائية الموقوف، ومعه ملف الدعاوى الخمس المقدّمة بحقّه. وبعد التحقيق معه، استُرجعت ثلاث سيارات، منها سيارة من نوع «بي أم إكس 5» وأخرى من نوع «نيسان».
المسؤول الأمني لفت إلى أن التحقيقات مع الموقوف، أفضت إلى وجود عدد من السيارات المسروقة في مناطق مختلفة، منها اثنتان في الشمال سوف يُعمل على استرجاعهما فوراً. وأشار إلى أن السيارات المستعادة سوف تسلّم إلى أصحابها، وذلك بعد إبراز أوراقها التي تثبت ملكيتهم لها.
يشار إلى أن بعض أصحاب شركات تأجير السيارات، يشكون من تزايد أعداد السيارات التي تسرق من عندهم بالطريقة المذكورة، ويقول إميل ريشا، صاحب إحدى هذه الشركات إنّ القوى الأمنية «أعادت إلينا بعض السيارات المسروقة، ولكن ما إن أعيدت حتى سرق لنا عدد آخر». ويشكو ريشا من «النقابة التعيسة، التي لا تتحرك لحماية مصالحنا. عليهم أن ينسّقوا مع القوى الأمنية ليعمّموا علينا أسماء المشتبه فيهم بسرقة السيارات، لكي نأخذ حذرنا».
وفي سياق الحديث عن سرقات السيارات، أوردت تقارير أمنية أنه خلال اليومين الماضيين لم تسجّل إلّا عملية سرقة سيارة واحدة، وهذا ما يعكس تحسّناً في إطار مكافحة هذه الظاهرة، التي كانت قد تفاقمت في الآونة الأخيرة، ما استدعى من القوى الأمنية وضع خطة خاصة لمكافحتها. وفي مقابل السيارة التي سُرقت خلال اليومين الماضيين، سُجّل في المقابل عثور على 8 سيارات، أغلبها كانت تُسرق من مكان، ويُعثر عليها في اليوم نفسه في مكان آخر.
وبنتيجة هذه المحصلة، إضافةً إلى محصّلة الأيام السابقة، أعلنت الداخلية أنّ الوزبر بارود سيسلّم اليوم 17 سيارة مسروقة إلى أصحابها. وهذه هي المرة الرابعة التي يُعلن فيها تسليم سيارات إلى أصحابها جماعيّاً، كان آخرها تسليم 7 سيارات مستعادة قبل نحو أسبوعين.
وفي سياق متصل، أصدر اللواء أشرف ريفي، بياناً نوّه فيه بعمل وحدة الشرطة القضائية، لأنها «دأبت على القيام بالمهمّات المنوطة بها، في مجال مكافحة الجرائم على اختلافها، ولا سيّما الخطرة منها، وتوقيف مرتكبيها، وتحديداً في مجال سلب السيارات وتجارة المخدرات وتعاطيها».