البقاع ــ رامح حميةلم يكن خليل سليم يعلم بأنّ الشاتين (العنزتين) اللتين فقدهما منذ بضعة أيام، افترسهما أحد الضباع، إلا بعدما شاهده على مقربة من باب المغارة التي يستخدمها «زريبة» للطرش. سليم الذي اتخذ من جرود بلدته طاريا مرتعاً له ولعائلته ومرقداً لعنزاته، لم يتوقع أن تكون خسارته ناجمة عن هجوم من حيوان الضبع، لأن المنطقة، كما يؤكد، لم تشهد منذ فترة تتجاوز السنتين ظهوراً له.
ويلفت إلى أنّ بعض الصيادين وأصحاب قطعان الطرش في مزارع بيت مشيك والضليل وبيت صليبي تمكنوا في السنوات الماضية من قتل عدد من الضباع، بالمفرّق. ويروي سليم أنه لمح غروب الأربعاء الماضي ضبعين يجتازان إحدى التلال، فعمد إلى الاختباء بين شجيرات السنديان، بغية عدم لفت انتباههما لأنه لم يكن يحمل سلاحاً لمواجهتهما. ولدى سؤاله عن مدى تأكده من كونهما ضبعين، ابتسم قائلاً: «أنا ابن هالحرج، ربيت هون وبعرف ميّز بين الضبع والديب وحتى «الجقيلة»».
ما قاله سليم لم ينفه أحمد مشيك من مزرعة وادي الأسود (مزارع بيت مشيك)، بل أكد أنّ الخسارة ذاتها لقيها منذ أسبوع تقريباً، بعدما فقد عنزة اعتقد أنها سرقت، لكنه اكتشف بعدها أنّ الضباع تغير على مزرعته. فالكمين الذي نصبه للحرامي لم يكن محكماً، إذ تمكن الضبع من الفرار والرصاصات الست التي أطلقها عليه لم تفعل فعلها. أضاف مشيك أنه وجد على مقربة من «زريبة الطرش» بقايا شعر للشاة، فيما لا وجود لأي عظام، وهذا دليل، برأيه، على أن الضباع افترستها، شارحاً بأن قوة الضبع تكمن في قدرة فكه المرتبط بالعمود الفقري على الفتك بالشاة حتى عظامها.

قوة الضبع تكمن في قدرة فكه المرتبط بالعمود الفقري
وإذا كان مشيك لم يتمكن من قتل الضبع الذي هاجم قطيعه، فإنّ ابن عمه استطاع منذ ثلاث سنوات قتله بعدما نال من عدد من الماشية.
وأكد عدد من الصيادين الذين يقصدون خلال هذه الفترة الأحراج للصيد، أنهم شاهدوا ضباعاً، إلا أنهم لم يتمكنوا من إصابتها، فقد لفت علي حمية إلى أنه أطلق النار على ضبع كبير كان قد فوجئ به، فأصابه بجروح، «بالنظر إلى وجود دماء في المكان الذي كان يقف فيه، لكنه لم يوفّق بقتله. كما أشار إلى أن من كانوا برفقته في رحلة الصيد، شاهدوا ضبعاً لكنهم لم يطلقوا النار عليه لبعد المسافة، فتمكن من الفرار.
وتعدّ أحراج السلسلة الغربية على امتدادها من جرود سلوقيا حتى اليمونة ـــــ دير الأحمر، أحد مواطن الضباع التي تهدد سلامة مربّي الماشية وقطعانهم في المنطقة، وخصوصاً أنها تقترب من البلدات مع تساقط الثلوج وازدياد تدنّي درجات الحرارة، ويتمكّن بعض الأهالي من قتلها بعد نصب الكمائن لها.