فيما يسيطر التيار الوطني الحر على الهيئة الطالبية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية ــــ الفرع الثاني، منذ السنوات الأولى التي تلت انتهاء الحرب الأهلية، سجل الطلاب القواتيون، أول من أمس، بعض الملاحظات على عمل الهيئة. بدروهم، رد العونيون بقوة
أحمد محسن
طلاب القوات اللبنانية يبحثون عن دور في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، في الفرع الثاني طبعاً. في الشكل، لا جديد هناك في سياسة الطلاب، إذ إن الهيئة الطالبية لا تزال في عهدة التيار الوطني الحر منذ عام 1991. مر عشرون عاماً تقريباً، والعونيون يمثّلون الطلاب، من دون أي اعتراضات تُذكر، باستثناء الخلاف الشهير الذي وقع قبل بضعة أعوام، وأدى إلى تضارب بين أهل الجامعة، ما سبّب جرحى من الفريقين، في كلية الكتاب والأدب. يومها، تخلى الطلاب عن اللغة لمصلحة القبضات، ووضعوا كتبهم جانباً، ليتقاتلوا. لكن الخلاف حل سريعاً. وعادت الأمور إلى مجراها، وتالياً، عاد التيار ممثلاً للهيئة الطالبية. لكن، منذ أيام، تبيّن أن للقوات صوتاً داخل الجامعة، صوتاً مسموعاً، رغم أنه ما زال خافتاً، بالمقارنة مع الحضور العوني الكثيف فيها.
وفي سياق هذه التعبئة السياسية ــــ الجامعية المستمرة، شهر القواتيون اعتراضاتهم، أخيراً. أعد طلاب من القوات، داخل كلية الآداب، تقريراً «عن المخالفات الإدارية» في جامعتهم. يضم مجموعة من الأحداث، والتحفظات، على سير الأمور داخل أروقة الكلية. بدأ القواتيون اعتراضهم على الجوانب المادية، وفقاً لما جاء في تقريرهم. بدايةً، يستند التقرير إلى التعميم الرقم 25 بتاريخ 24 أيلول 2003، الصادر عن رئاسة الجامعة اللبنانية (كان د. إبراهيم قبيسي رئيساً حينها)، والذي يمنع فيه الهيئات الطالبية من التدخل في عمليات التسجيل، أو حتى استيفاء أية رسوم من الطلاب، تحت أي حجة كانت. في رأي القوات، هيئة الآداب 2 تخرق هذا التعميم، بل تتهمها باستيفاء الرسوم كاملة نيابة عن الإدارة، إضافة إلى مبلغ 10 آلاف ليرة لبنانية، زيادة عن رسم التسجيل العادي. أضاف التقرير شهادات لطلاب للتأكيد. يقلل رئيس الهيئة الطالبية في التيار، جولي معلولي، من أهمية هذا الاتهام فوراً. يقابله بتعميم مضاد، صدر قبل خمس سنوات، عن رئاسة الجامعة اللبنانية أيضاً، «طلبت فيه من إدارات الكليات التعاون مع الهيئات الطالبية لتسهيل شؤون الطلاب، وذلك بإضافة رسم اختياري». وإلى هذا التعميم، يعزز معلولي رأيه بلجوء القواتيين أنفسهم إلى استيفاء بدل مماثل من الطلاب في الجامعات التي يسيطرون على مجالسها الطالبية. وكي لا يفوت معلولي شيئاً، يذكّر بأن التيار يعلن دائماً «أن الرسم اختياري» فيكتب هذه المعلومة على لافتة أثناء فترة التسجيل، علماً بأنه لمساعدة الهيئة في تدبير أمور الطلاب.
الاعتراضات ليست دائماً إدارية الطابع. للسياسة حصة الأسد من الخلافات، وخصوصاً في حالة «الآداب 2». السياسة بيت القصيد، فالحزبان في النهاية سياسيان، وامتعاض القواتيين من صورة النائب ميشال عون المعلّقة داخل غرفة الهيئة الطالبية في الكلية، مبنيٌ على هذا الأساس. بيد أن القواتيين، يستندون أيضاً لقرار منع العمل السياسي الصادر عن رئاسة الجامعة اللبنانية، والقاضي بمنع الشعارات الحزبية داخل الجامعة، والذي يحمل عنوان «مذكرة رقم 3»، والصادر بتاريخ 6 آذار 2007. وفي هذه النقطة بالذات، يغضب معلولي، المسؤول العوني في الجامعة. يطلب مراجعة غرفة الهيئة الطالبية في الإعلام 2 «حيث صورة عملاقة هناك للطلاب مع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع». في رأي معلولي القواتيون ليسوا حريصين على النظام «وما يستفزهم هو البرتقالي». ويعلل ذلك بالأغلبية الساحقة للتيار في الجامعة، والدليل هو الفوز المتواصل في الانتخابات الطالبية. هكذا، تنسحب الهموم السياسية على التفاصيل الأكاديمية الأخرى. تتسلل إلى أروقة الجامعة لتلوّث العلاقة بين الطلاب. وقضية تصوير المحاضرات مثال. يشكو القواتيون من أن الهيئة الطالبية في الآداب، تستغل وجود آلة تصوير لها، وتجبر الطلاب على دفع 250 ليرة للنسخة الواحدة، وهو رقم يبلغ عشرة أضعاف السعر خارجاً. يبرر معلولي هذا الأمر بعوامل تقنية عدة، أهمها بعد مسافة الجامعة عن المحال الأخرى، والعوائق المادية «فالهيئة ليست تاجراً وهدفها تسهيل أمور الطلاب وحسب».


لقطة

خصوصية؟



جاء في تقرير الطلاب القواتيين «أن أمانة شؤون الطلاب هي جزء من الهيئة الطالبية»، ما يؤدي إلى كشف أرقام هواتف وعناوين بعض الطلاب ممن قد لا يرغبون بذلك. وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن إيصال التحصيل للجامعة اللبنانية، يكشف هذه المعلومات أيضاً، ما يعني وجود الأمر في جميع الجامعات.



أكد مسؤول الجامعة اللبنانية في حزب القوات اللبنانية، شربل شويح، أن الطلاب القواتيين في الجامعة اللبنانية نزعوا جميع الصّور والشعارات السياسية من الكليات التي يتولون إدارة الهيئات الطالبية فيها، وذلك تماشياً مع قرار الجامعة اللبنانية.





رأى مندوب التيار الوطني الحر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ــــ الفرع الثاني، جولي معلولي، أن الحديث عن حضور حزبي آخر، خارج الإطار العوني، أمر مبالغ فيه حتى الآن، مشيراً إلى أن النائب ميشال عون وقّع صورةً خصيصاً لطلاب الآداب تقديراً على نشاطهم.