ربى أبو عموكان نهاراً مشمساً، حين خرج شباب مجدل عنجر من منازلهم باتجاه مركز جمعية المرأة العاملة والمعيلة في البقاع والشمال. آثار النوم كانت بادية على وجوههم. تجمعوا حول رئيسة الجمعية صابرين عبد الخالق، وبدأ النقاش. أمر ما تغيّر في تطلعاتهم. كأنهم خرجوا للتو من سكون الحياة ليدخلوا في دورتها الإنتاجية. لوّنوا البلدة بأفكارهم، فقضوا على بهتانها. عند مدخل بلدتهم، تمتد الجداريات الملونة حتى نقطة المصنع الحدودية اللبنانية ــــ السورية.
هذا التغيير هو ما أرادت عبد الخالق تحقيقه، بعدما لمست تفشي الفراغ والبطالة لديهم، تشرح أن الجمعية تساعد الشباب من خلال تأمين فرص عمل لهم، ومنحهم قروضاً صغيرة. ورغم أن لكل من الشباب قصته في الانضمام إلى الجمعية، إلا أن الفراغ كان العامل الأساسي المشترك بينهم. أحمد يحب الرسم. فأحب الجمعية. رامي قال: «لم يكن لدينا أي اهتمامات»، قبل أن يشرح كيف أصبح يسهر وأصدقاءه حتى الفجر في تنظيف الشارع قبل إقامة نشاطاتهم. خلال الفترة الماضية، خضع شباب مجدل عنجر لدورات تدريبية عن المواطنة وحل النزاعات. حضّروا لانتخابات بلدية شكلية، كان فيها مرشحون وبرامج انتخابية وهيئة إعلامية.
يسعون اليوم إلى إلغاء مفردات النقص والعوز من بلدتهم. هكذا، يأملون التوصل إلى إنجاز مستشفى نقال ومكتبة نقالة فيها. ساهمت الورش التدريبية التي خاضوها في تغيير سلوكهم. يقول فادي: «كنت أحكم على الأشخاص من اللقاء الأول». اليوم تغيرت الأمور. فقد بات قادراً على التملص من سطوة الأحكام المسبقة.