البرغلية ــ آمال خليليثني أبو محمود على مبادرة مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب لإثارة العنف الاسري في مسرحية بعنوان «هوامش»، في ساحة بلدة البرغلية في قضاء صور. يستوقف العامل العائد للتو من يوم طويل في قطاف الموز، إعلان العرض عبر مئذنة الجامع «فالقضية عامة وتعني كل بيت مهما اختبأنا وراء إصبعنا» يقول. يبدو الضيق على وجهه المتعرّق تعباً، ويطلق العنان لغضبه. يروي أنّه في بيته المتواضع المؤلف من غرفتين، يعارض زوجته وهي تعارضه «وأولادنا ضدنا نحن الاثنين، وكلما التقى أحدنا بالآخر اختلفنا وارتفع صوت صراخنا وقد يصل الأمر بنا إلى استخدام العنف الجسدي مع العنف الكلامي». المشكلة تتجدّد يومياً، كما يقول، «لأننا لا نلجأ الى نقاشها بل نرجئها إلى حين». مؤلف المسرحية ومخرجها وبطلها، قاسم اسطنبولي، والممثلات عفاف القوتلي ودينا قبرصلي ومروى حاموش، هم أيضاً لم يقدّموا حلاً جاهزاً لظاهرة العنف الأسري بل عرضوا نماذج مختلفة مثل والدة الزوج المجحفة بحق كنتها والزوجة المعنفة والمطلقة والمسحوقة والزوج المتسلط.
ورمى الأربعة كرة الحل والمواجهة في ملعب البلدة وأهاليها الذين تقبع غالبيتهم تحت حرمان وفقر وأمية أو تسرب مدرسي مبكر. في النقاش الذي تلى العرض، اقترحت إحدى النساء على الممثلة التي أدّت دور الزوجة المعنفة والمسحوقة أن «تطلق زوجها وتتحرر من قرفه». لم تشارك معظم الحاضرات في الحوار والتعبير جهارة عن آرائهن في الظاهرة رغم حماستهن الواضحة، لكن تعابير السيدة التي تجرأت وعبّرت عن موقفها لم تعجب بعض الذكور الحاضرين فكتموا غضبهم.
الكوميديا السوداء التي اتسم بها العرض أضحكت الكثيرين ولم يلتفت هؤلاء إلى مشاهد الضرب والإهانة والذل المتعمد الذي مارسه الزوج على زوجته أو تشجيع الأم لابنها على الزواج بامرأة أخرى لكي ينجب الصبي. ولم يعلّق أحد على مشهد اختيار المدير لسكرتيرته، واشتراطه أن تكون جميلة ومثيرة أولاً.
أصر المركز على أن ينطلق مشروعه الجديد «الحد من تهميش المرأة وتفعيل دورها في المجتمع» من البرغلية المحرومة، كما تقول مديرة المشروع سمر جمعة. يهدف المشروع إلى نشر ثقافة عدم التمييز ومحاربة العنف ضد المرأة عبر دورات تدريب مهني للنهوض بطاقاتها في جميع المجالات. يذكر أنّ عدداً من أبناء البلدة يستفيدون منذ أشهر من خدمات المركز ضمن مشروع دعم المساندة الصحية والنفسية والاجتماعية لضحايا التعذيب.