صيدا ــ خالد الغربي«تسمية الشوارع ليست ترفاً ووجاهة. فالتسمية يجب أن تهدف الى تكريس فكرة الالتزام بقضايا معينة، أو أن تكون وفاءً لشخصيات بارزة في الميادين الوطنية أو النضالية والثقافية والابداعية». هذا ما تطالب به مجموعة حديثة الولادة من الناشطين الصيداويين سمّت نفسها «من أجل بيئة أفضل». ولا تتوجه المجموعة بكلامها هذا فقط الى بلدية صيدا بل الى كل من يعنيهم الامر، بدليل أن بيان المجموعة ذكر اسم بلدية ملاصقة لصيدا سكانها من الصيداويين، سمّت أخيراً شارع البلدة الرئيسي باسم أحد رجال الاعمال الحاليين، وهو ما انتقده بيان المجموعة الذي قال «إن الشوارع باتت تسمّى بأسماء الأثرياء».
يشير عضو المجموعة مصباح الزين الى «أن المجموعة المهتمة أصلاً بشؤون تنموية، ترى أن هناك محاولات لطمس الهوية التي كان من المفترض أن تسمّى الشوارع بأسماء رموزها»، وإذ أشار الى أن المجلس البلدي الحالي في صيدا قد سمّى شوارع بأسماء مناضلين وشخصيات اجتماعية، رأى أن ذلك لا يبرر تقصيره في إهمال وضع لافتة تعرف بميدان جمال عبد الناصر مثلاً في ساحة النجمة في صيدا، وخصوصاً أن اللوحة القديمة قد بليت لأنها تعود الى أربعين عاماً، وتساءل «لماذا لا ترفع لوحة باسم حافظ الأسد على المستديرة المسماة باسمه في صيدا أي مستديرة السرايا، كما ان الساحة المعروفة في المدينة باسم ساحة القدس اصطلح على تسميتها شعبياً ولم تكلف البلديات المتعاقبة نفسها عناء تثبيت الاسم باقتراح يرفع لنيل موافقة وزارة الداخلية والبلديات عليه». وأشار الزين الى أن المجموعة التي ينتمي إليها ستقدم اقتراحات بهذا الخصوص الى المجلس البلدي.
«الزمن تغيّر ومعه غابت القضايا الكبيرة ومعها التسميات، لكن بئس زمن كهذا»، يقول الحاج فاروق السقا ذلك بينما كان يعدد أسماء مبان شعبية في حي القياعة الشعبي: «هذه بناية الجزائر، وتلك بناية بور سعيد، والقدس، وخالد بن الوليد وطارق بن زياد...». السقا يأسف على زمن غابر وجميل كان فيه للأسماء معنى بينما اليوم لا معنى ولا قيمة لأي شيء قبل أن يقول متهكماً «غداً قد تسمّى الشوارع بوس الواوا أو شارع أبو فلان وأبو علتان وعلى قد مصرياتك سمّي شوارعك».