محمد محسنفي الانتخابات الطالبية بالجامعة اللبنانية، لا يختلف اثنان على شح المقاعد التي يشغلها مستقلون. في الكليات الكبيرة، كالعلوم والحقوق والآداب، تشبه المعارك الطالبية، تلك السياسية. فهناك، يصوّت السواد الأعظم من الطلاب على أساس الانتماء أو الهوى السياسيين. لكن، في الكليات ذات العدد الصغير، تظهر شخصيات طلابية، تستطيع مقارعة التحالفات الحزبية، لا بل هزيمتها. لهؤلاء الطلاب ما يتكلون عليه، وأهمه العلاقات الشخصية المتينة داخل الصف، لدرجة أن بعض المحازبين يفضلون انتخاب صديقهم المستقل ضد مرشح تنظيمهم الحزبي.
عموماً، يتفادى كثيرون مواجهة التحالفات الحزبية، فيعزفون عن الترشح. فهم إلى جانب رفضهم منطق التدخل السياسي في الانتخابات الطالبية، يخافون من الدخول في مغامرة خاسرة، تصبغهم طوال العام الدراسي. كميل حواط هو أحد هؤلاء. لن يترشح طالب الآداب (الفرع الثاني) هذا العام في حال عودة الانتخابات. بنظره، ثمّة «محادل» حزبية تتحكم بالانتخابات في جميع الكليات. يرفض منطق «إن لم تكن حزبياً فلا مكان لك في مجلس الطلاب». ولكن كما يقول «ما باليد حيلة للفوز» ولذلك لن يترشح. أما ميثم قصير، الطالب في كلية الإعلام والتوثيق (الفرع الأول)، فلا يخاف مواجهة الأحزاب. يفتخر باستقلاليته. بالنسبة إليه، مجرد وجود فكرة أن «طرفاً ما يكسب الانتخابات دائماً، تشجعني على الترشح». بوضوح، يتكل ميثم على صداقاته في الصف «الجميع علاقتهم طيبة بي وسيصوتون لي». وفي بعض الكليات، تبدأ الحملات واقعياً عبر تجميع «الشلل» لانتخاب شخص ما، وافتراضياً عبر إنشاء مجموعات دعم على موقع الفايسبوك. وفي كليات صغيرة، يمنع المسؤولون العمل السياسي، فتكون حظوظ المستقلين مرتفعة جداً.