قاسم س. قاسم للوهلة الأولى يبدو موضوع ورشة العمل، التي عقدتها أمس، منظمة العمل الدولية عن «مشروع العمل اللائق وقضايا المرأة العاملة في لبنان، الأردن، وسوريا» في فندق كراون بلازا ـــــ حمرا، اقتصادياً بحتاً، إلا أن المتابع لليوم الأول للورشة يفهم ما كان المنظمون قد شدّدوا عليه: الورشة موجّهة إلى الصحافيّين العاملين في المواضيع الاجتماعية.الورشة، التي سنعود إليها بالتفصيل في نهايتها بعد غد، تعدّدت أهدافها. بعد تقديم نجوى قصيفي، منظمة النشاط، خُصص اليوم الأول للتعرف إلى «الأمان الاجتماعي والعمل اللائق»، إضافةً إلى إظهار «المرأة العاملة ككيان إنساني مستقل، وتغيير الصورة النمطية التي يروّجها الإعلام عن النساء»، كما قالت المستشارة الإقليمية للمساواة بين الجنسين في منظمة العمل سمال إشم. هكذا، حضر صحافيون ونقابيون من الأردن وسوريا إلى لبنان لنقل تجاربهم ، وبما أن ورشة العمل مخصصة لـ«المرأة العاملة في المنطقة العربية»، فقد طغى حضور السيدات في الورشة، وخصوصاً ضمن الوفد السوري، فيما غاب الجنس اللطيف تماماً عن الوفد الأردني. بدأ برنامج الورشة بنبذة عن منظمة العمل الدولية، ألقاها نائب المدير العام للمكتب الإقليمي في المنظمة موريتسيو بوس. شرح بوس ما «قامت به المنظمة من توقيع اتفاقيات أسهمت في تعزيز مكانة المرأة في عملها»، متطرّقاً إلى ضرورة وجود العمل اللائق، وما يجسّده من احترام لـ«كرامة العامل». ثم تحدّثت الخبيرة في المهارات والقدرة التشغيلية ماري قعوار عن أسباب «البطالة في المنطقة العربية نتيجة لثقافة العيب الموجودة لدى الشباب، الذي يستثمر في الجامعات ولا يجد فرص عمل». كذلك تحدثت قعوار عن الآثار التي خلّفتها الأزمة الاقتصادية العالمية على العالم العربي، وخصوصاً على دول الخليج. تلى قعوار مدير مؤسسة البحوث والاستشارات د. كمال حمدان، الذي شرح أسباب البطالة، وخصوصاً «السياسة الاقتصادية التي تتّبعها الحكومات من جهة، والاستثمار في المجال الريعي الذي لا يخلق طفرة لفرص العمل بالنسبة إلى الشباب». كما شرحت المستشارة الإقليمية للضمان الاجتماعي كريستينا برينت معايير الضمان الاجتماعي الدولي، وكيفية حماية العمال في الاقتصاد غير المنظم.