ثلاثة شبان حضروا أمس إلى محكمة الجنايات في بيروت، أقسموا اليمين، وتحدثوا عن التعذيب الذي تعرض له رضا تيمور خلال تحقيق أولي في قضية مقتل الصراف أحمد الخطيب. هؤلاء الشبان كانوا موقوفين في النظارة نفسها في البقاع، وقالوا إن تيمور كان يُجبر على إفادته عبر طاقة.أمس عقدت في محكمة الجنايات في بيروت جلسة جديدة للاستماع للشهود، وكان بينهم شقيق المغدور. كان كل شيء يسير طبيعياً، في لحظة ما تغيّر المشهد عما نألفه في قاعات المحاكم، وجه شقيق المغدور كلاماً مؤذياً للموقوف.
لما طلب ذوو الموقوف إلى شقيق المقتول عدم التحدث عنه بطريقة مسيئة، هجم على والد رضا وبدا كأنه يريد أن يضربه، لكن تدخل رجال القوى الأمنية أعاد الأمور إلى نصابها. وهنا لا بد من التأكيد أن رجال الأمن تصرفوا بسرعة كبيرة ومهارة عالية.
كلام بعض الشهود أمس لفت إلى زاوية جديدة في القضية. والدة المتهم كانت من بين الشهود، نفت بعض ما ورد في إفادة التحقيق الأولي في البقاع، متحدثة عن ضغط نفسي تعرّضت له حين رأت ابنها وقد بدت عليه علامات التعذيب، فانهارت ووقعت أرضاً، ونُقلت إلى غرفة غير غرفة التحقيق وأُحضرت لها بعد عشر دقائق ورقة التحقيق لتوقع عليها من دون أن تقرأها. لفتت أسئلة محامي الدفاع إلى اعتقاد بأنه كان ثمة من يريد أن يضغط على المتهم من خلال الإيحاء له بأن والدته قد تكون متهمة في هذه القضية أصلاً، وذكر محامو الدفاع بتسجيل أظهره أحد المحققين الذي أراد أن يكذب التقارير الطبية، فصوّر المتهم وهو يقول إنه كان وحيداً ولم يكن أحد معه.
يق المتهم، وشهود آخرون، ردوا على عدد كبير من الأسئلة بعبارة «لا أذكر».
يق المغدور أيّد ما جاء في إفادته الأولى، وفيها أنه عُرضت عليه قبعة شتوية سوداء اللون أفاد أنها هي القبعة التي شاهدها في مسرح الجريمة، وقال خلال التحقيق أمس إن القبعة التي رآها رمادية وصيفية، ولما عُرضت عليه قبعة زيتية قيل في تحقيقات سابقة إنها لتيمور ادّعى أنها هي القبعة التي كانت في مسرح الجريمة.
أحد الشهود الذين يعرفون القتيل مر بعد الإدلاء بشهادته قرب والد المتهم، ودعا «الله يفك سجن ابنكم قريباً».
يُذكر أن الصراف أحمد الخطيب قُتل صباح الاثنين 22 كانون الأول 2007. وبعد نحو أكثر من شهر أوقف رضا في البقاع بعدما خضع لتحقيق أكدت تقارير الأطباء الشرعيين أنه تعرض خلاله للتعذيب وصار يحتاج إلى عمليات في رجليه.