عسكر على مين؟ على شعبك يا عسكر... على طلابك يا عسكر... على من ليس لديه زعيم طائفة يحميه... على من ليس لديه قنّاصون ولا مليشياويون ولا قنابل يدويّة، على من لم يسلَب منه صوته ولا كرامته، على من يلوّح بعلم فلسطين ويصرخ بكل ما أوتي من قوة:الحريّة لغزة، الحرية لفلسطين. مرّة أخرى تظهر لنا القوى الأمنية والجيش وكل أدوات النظام القمعية أنها هنا لتحصّن الوطن وتحميه من أكبر خطر يتهدّده: اللاجئين الفلسطينيين العزّل في النهر البارد، والطلاب الذين يعتصمون ضد جدار العار الذي يبنيه النظام المصري. نهتف لهم: «شيل بدلتك يا عسكر، خيّك معنا يا عسكر»، فيردّون بهراواتهم على ظهورنا وبرشاشاتهم على رؤوسنا، وبجزماتهم على بطوننا (...).
كانوا هناك. رجال الاستخبارات اللبنانية بنظّاراتهم الشمسية وكاميراتهم تلتقط صورنا. أما أفراد قوى الأمن المدرّعون بحقدهم على فئات المجتمع غير المحميّين كالعمال الأجانب، الفلسطينيين والطلاب، فقد كانوا يقفون خلف الحاجز الذي نصبوه، كانوا يتربّصون بعيون ترشح حقداً وتعطشًا لضرب المعتصمين. في أول فرصة سنحت هبّوا علينا بهراواتهم لعلّنا نخاف ونعود أدراجنا محبطين، فانهالوا على كلّ من كان بمتناولهم، غير مميّزين بين شابات وشبّان، معلنين انتصار مبدأ عدم التمييز بين الرجل والمرأة في الضرب (على الأقل تحقّق هذا المطلب في إحدى مؤسسات الدولة). لكننا لم نتراجع، لم نهرب كما فعلت كل الأنظمة العربية، بل عدنا محصّنين بدفاعنا عن فلسطين، ومطالبتنا بإسقاط النظام المصري العميل. فافترشنا الأرض وصدحت أصواتنا بأغاني فلسطين، وتوعّدنا قوى النظام القمعية والنظام المصري بالعودة إلى السفارة المصرية لأنّ درب النضال طويل طويل. أمام السفارة المصرية صنعنا مشهدية نضال وتحدٍّ، خلقنا مساحة حرية في صلب قمع النظام الأمني، شبكنا الأيدي وهتفنا، كنا هناك نخلق وطناً خارج الوطن، خارج الطوائف وأحزابها الذين كانوا غائبين، كنّا هناك على درب حريّتنا وحرية فلسطين لأن طريق فلسطين تمرّ في كلّ مكان وفوق كلّ من يعترضها. فيا عسكر حضّر نفسك وكاميراتك للجولة المقبلة أو.... انزع بذلتك وانضم إلينا.
مدونة حنظلة
http://hanzala86.blogspot.com/2010/01/blog-post.html