تمتّد العلاقة بين الخطوط الجويّة الإثيوبيّة وشركة الصناعات الجويّة الأميركيّة، بوينغ، إلى أكثر من 65 عاماً، استطاعت خلالها الشركة الأميركيّة أن تجعل البلد الأفريقي أحد زبائنها المفضّلين في القارّة السوداء.لهذه العلاقة أسسها الناجحة منذ عام 1945، جعلت أسطول الشركة الأفريقيّة مكوّناً من «التوربينات» الأميركيّة فقط!
فالخطوط الإثيوبيّة تعدّ من بين أنجح الشركات في هذا القطاع في أفريقيا. فهي من بين الشركات القليلة التي تحقّق أرباحاً، في العامين الماضيين بالحدّ الأدنى. وهذا مؤشّر مهمّ لسبب بسيط: عام 2008 شهد تسجيل أسعار النفط مستوياتها القياسيّة التاريخيّة، وفي 2009 كبحت موجة الركود حركة النموّ في السفر والنقل الجوي.
ورغم ذلك بلغت أرباح الشركة في العام الماضي 128 مليون دولار، ما يمثّل ضعف المسجّل في 2008. وتعوّل الشركة على عوامل عديدة تحفّز أعمالها خلال المراحل المقبلة، مثل الاستفادة من تزايد قيمة العلاقات بين أفريقيا والصين والهند.
معطيات كثيرة تجعل شركات الصناعات الجويّة شرهة للاستفادة من أفق المبيعات والأرباح، ولكنّ الولاء حتّى الآن هو فقط لـBoeing.
وتشغّل الشركة الإثيوبيّة، المملوكة للحكومة، خمس طائرات «737ـــــ700» و«737ـــــ800»، وتسع طائرات «757»، وعشر طائرات «767»، وجميعها من تصنيع الشركة الأميركيّة.
وأعلنت الشركة أخيراً أنّها طلبت من Boeing عشر طائرات «جيل جديد» من طراز «737ـــــ800»، في صفقة تبلغ قيمتها 767 مليون دولار مخصّصة لـ«توسيع الأعمال».
وللمناسبة، فإنّ الطائرة التي تحطّمت في لبنان أمس، هي من هذا الطرز.
تأتي هذه الصفقة بعدما كانت الشركة الإثيوبيّة سبّاقة أفريقياً في التعامل مع العملاق الأميركي على صعد مختلفة. ففي عام 2005، كانت الشركة الإثيوبيّة الشركة الأفريقيّة الأولى التي تصدر طلبيّة لطائرة «787 Dreamliner» العملاقة، إذ طلبت 10 طائرات من هذا الطرز. وفي العام الماضي، طلبت الشركة طرز «777ـــــ200LR»، لتكون السبّاقة أفريقياً في هذا الإطار.
ووفقاً لما نقلته التقارير الإعلاميّة عن نائب رئيس إدارة المبيعات في قسم الطيران التجاري في الشركة الأميركيّة، مارلين دايلي، «كانت الخطوط الجويّة الإثيوبيّة أحد أكثر الخطوط الجويّة ربحيّة في المنطقة (أفريقيا إجمالاً) وأحد زبائننا الأكثر قيمةً».
وكما تلهث الشركة الإثيوبيّة وراء الأرباح في بيئة أعمال يزداد فيها مستوى المنافسة، تتمسّك Boeing بمصادر دخلها التقليديّة التي تتضخّم فيها هوامش الأرباح.
فهذه الشركة هي المتعاقد الرقم 2 مع وزارة الدفاع الأميركيّة (المتعاقد الرقم 1 هو شركة صناعة الأسلحة Lockheed Martin). ووفقاً لمسوّدة موازنة الوزارة، المتوقّع نشرها في الأوّل من شباط المقبل، يُتوقّع أن يستمرّ الاهتمام بقوّة بمنتجات Boeing. فهناك عقود مقاتلات «F/Aـــــ18» و«F/Aـــــ18E/F»، إضافة إلى الاهتمام بمروحيّات «CHـــــ47 Chinoook» و«AHـــــ64 Apache»، التي يُفترض أن تعوّض عن الخسائر في أفغانستان.
إذاً Boeing تشغّل تركيبتها القاتلة سوقياً من خلال الاعتماد على العلاقات المتينة سياسياً، وعلى تواصل ممتاز عبر الحدود. تواصل أدّى إلى توطيد أواصر الصلة مع «الخطوط الإثيوبيّة»، ويدفع نحو توسيع رقعة السيطرة على نظيراتها في العالم، في مواجهة عمالقة آخرين مثل Airbus.
(الأخبار)