خلاف بين شخصين أودى بأحدهما إلى «النظارة»، وساعد على تحديد صيدلية لبيع حبوب مخدّرة. في23/7/2004 أوقف سليم (اسم مستعار) بجرم شجار، ولدى تفتيشه عُثر معه على قطعة من حشيشة الكيف، وقد اعترف أثناء التحقيق معه أمام مكتب مكافحة المخدرات المركزي «بإقدامه على تعاطي المخدّرات من نوع حشيشة الكيف، إضافةً إلى الحبوب المهدّئة، وبأنه يشتري تلك العقاقير من صيدلية تقع في منطقة مكتظة بالسكان قرب بيروت». تبيّن أن الصيدلية، التي كان يتزوّد منها سليم بالحبوب المهدئة والمخدرة، تعود إلى ز. هـ.، وهي متوارية عن الأنظار.
تبين أن المدعو سليم أفاد قاضي التحقيق بأنه كان يشتري المخدّرات والحبوب المهدّئة دون وصفة طبية من الصيدلية المذكورة بأسعار تفوق ثمنها
الحقيقي.
كانت ز.هـ. قد استُدعيت إلى تحقيق أوّلي ومثلت أمام قاضي التحقيق، لكنها لم تحضر أمام محكمة جنايات بيروت في المحاكمة العلنية للاستماع إلى أقوالها، وقد حوكمت بالصورة الغيابية، وعُدّت فارّة من وجه العدالة.
في جلسة ختام المحاكمة ترافع ممثل النيابة العامة طالباً تطبيق مواد قرار الاتهام بحقّ
المتهمة.
من خلال التحقيقات والاستماع إلى أقوال سليم في جميع التحقيقات التي أجريت معه، ثبت للمحكمة إقدام المتهمة ز.هـ. على بيع عقاقير شديدة الخطورة بصورة غير مشروعة، والاتجار بها مما يؤلّف بحقّها الجناية المنصوص عليها في المادة 126/129 من قانون المخدرات رقم 673/98.

ثبت للمحكمة إقدام المتهمة ز.هـ. على بيع عقاقير شديدة الخطورة بصورة غير مشروعة
محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي هيلانة اسكندر، وعضوية المستشارين وليد القاضي وهاني الحجار، حكمت بتجريم المتهمة ز،هـ، في مستهل هذا الحكم بالخيانة المنصوص عليها في المادة 126/129 من قانون المخدرات رقم 673/98، وبإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة، وبتغريمها مبلغ خمسين مليون ليرة لبنانية. كما حكمت المحكمة أيضاً بتجريد ز.هـ من حقوقها المدنية، ومنعها من التصرّف بأموالها المنقولة وغير المنقولة، وتعيين رئيسة قلم هذه المحكمة قيّماً عليها، وتأكيد إنفاذ مذكّرة إلقاء القبض الصادرة بحقّها.
صدر الحكم غيابياً وأُفهم علناً بحضور ممثل النيابة العامة.
يُذكر أن بعض المتابعين لهذه القضية قالوا إن ز.هـ. امرأة أربعينية، وهي تدير الصيدلية التي باتت معروفة بمخالفة القوانين، كما لفتوا إلى أن هذه الصيدلية تتمتع بشهرة واسعة بين متعاطي المخدّرات والمدمنين على تناول حبوب هلوسة أو حبوب مهدّئة. بعض هؤلاء يشترون أدوية من تلك الصيدلية من دون إبراز وصفة طبيب ويخلطونها مع موادّ أخرى ما يجعل الخليط مادة تثير الهلوسة.
وفي هذا الإطار، يلفت المتابعون إلى أن بعض المدمنين يروّجون «وصفاتهم» أو «خلطاتهم» ويدلّون بعضهم على بعض على تلك الصيدلية التي يسهل الحصول منها على أيّ دواء، وذلك من دون استشارة الطبيب، يكفيهم فقط دفع ثمنها بأسعار أغلى من الأسعار المتعارف عليها.
(الأخبار)