لحلاوة «مار سركيس» مكان في الذاكرة الجماعية عند أرمن لبنان. في مناسباتهم وأعيادهم، ترافقهم دائماً، وكأنها الطفلة المدللة في قائمة حلوياتهم. غداً، تصادف ذكرى أحد أعياد الأرمن، حيث تنتشر حلاوة مار سركيس في كل منزل في برج حمود، بالضبط كما تمتلئ صواني الضيافة بالمعمول في عيدي الفطر والأضحى لدى المسلمين والفصح لدى المسيحيين. تنتشر هذه الحلاوة في كل المحال التي تقدم مواد غذائية في برج حمود. الوصول إلى المختص في صناعتها منذ زمن ليس صعباً، إذ إن لاسم متجره شبه علامة تجارية تترافق وحلاوة مار سركيس. يمتنع كريكور كولانجيان عن ذكر مقادير خلطته. لكنه بوجه بشوش يحدثك عن مستلزماتها. فقط، شلش الناطف (شلش الحلاوة) الذي تُصنع منه «الكرابيج» والسكر. وبعد تحريك هذا المزيج مع الماء لفترة، تشتد عجينة الحلاوة. وحين تقسو من الداخل والخارج، يرش عليها السمسم الأبيض. وماذا عن الحشوة؟ يبتسم كريكور ويجيب قائلاً «هي متعددة ولكل واحدة سعرها». فالحلاوة بالفستق الحلبي هي المعروفة بارتفاع سعرها (18ألفاً للكيلو)، فيما لا يجد الفقراء مفراً من شراء الحلوى الأرخص ثمناً. ولهذه الحلاوة ارتباط جميل بالعادات والتقاليد. ففي المجتمع الأرمني، على كل رجل «خاطب» أو متزوج أن يشتري هذه الحلاوة لخطيبته أو زوجته. لهدية المخطوبين طعمها، فهي يجب أن تكون مزيّنة إما بالتفاح أو باليانسون أو الجوز. م. م.