عبد الكافي الصمدمسلسل وضع القنابل في منطقة جبل محسن في طرابلس لم يصل إلى خاتمته، قرابة الساعة الثانية عشرة والربع من ليل الخميس ـــــ الجمعة، ألقى مجهولون قنبلة في سوق القمح الفوقاني الذي يقع على تخوم منطقة جبل محسن لجهة منطقة باب التبانة.
القنبلة لم تنفجر وقت إلقائها، وقد حضرت قوة من الجيش اللبناني إلى المكان، فطوّقته ومنعت الدخول إليه، ثم عمدت إلى سحب القنبلة وفتحت تحقيقاً في الحادث الذي يأتي بعد أقل من 24 ساعة من العثور على قنبلتين قرب منزل النائب السابق علي عيد، وقبل 3 أيام عُثر على قنبلة مشابهة قرب مدرسة أبو فراس الحمداني الرسمية في المحلة نفسها.
عودة «ظاهرة» القنابل إلى المنطقة أثارت ردود فعل عديدة. وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي أكد أنه «في ظل المناخ الإيجابي لبنانياً وعربياً، فإن أي محاولة لزعزعة الأمن في طرابلس لن تنجح لأن أهالي طرابلس يتمتعون بأعلى درجات الوعي ولن ينجرّوا إلى فتنة»، داعياً «القوى الأمنية والأجهزة القضائية إلى كشف خلفيات ما جرى والاقتصاص من الفاعلين أياً كانوا»، معتبراً أن «الجميع في طرابلس معنيّون بتعزيز السلم والاستقرار لتحريك عجلة الاقتصاد».
القنبلة لم تنفجر وقت إلقائها، وقد حضرت قوة من الجيش اللبناني إلى المكان وطوّقته
بدورها استنكرت حركة التوحيد الإسلامي في بيان لها «عودة مسلسل القنابل والعبوات اللقيطة والمجهولة إلى منطقة جبل محسن من جديد»، متسائلة «عن التوقيت المشبوه لهذه العبوات التي تزرع قرب أبواب المدارس والتي تهدف إلى القتل وتفجير الأوضاع الأمنية من جديد، أو استدراج ردود فعل أمنية على مثل تلك الأعمال الإجرامية الآثمة»، معتبرة أن «هناك على المستوى السياسي اللبناني متضررين من المصالحات وعودة لبنان إلى بر الأمان، وخاصة من تجار الموت والحرب والطائفية، وأن على الأجهزة الأمنية بذل الجهد في كشف الفاعلين الذين يبدو أنهم مصرون على افتعال تفجير يوقف تطور الحياة الإيجابية في طرابلس والشمال».
وأشارت الحركة إلى أن «أهلنا في كلتا المنطقتين (باب التبانة وجبل محسن) اكتشفوا أن الصراخ والعويل السياسي السابق لم يكن بريئاً، وإنما كان يهدف إلى استمالة المشاعر والعواطف لتحقيق غلبة سياسية على حساب دماء الناس وممتلكاتهم في كلتا المنطقتين، ولن تنطلي مثل هذه الأفعال على أهلنا مرة أخرى»، داعية إلى «تتويج المصالحة السياسية التي عقدت برعاية سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بمصالحات شعبية تشمل الأحياء والأسر والعوائل في كلتا المنطقتين».
من جهته، استنكر عضو بلدية طرابلس السابق وأحد فاعليات باب التبانة بلال مطر «الاعتداء الآثم الذي تعرضت له منطقة جبل محسن عبر زرع قنابل بين الآمنين بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في الشمال»، معتبراً أن «الذين يقومون بهذه الأعمال الإجرامية هم من المتضررين من المصالحات التي جرت في لبنان، لأن أحداث جبل محسن وباب التبانة تعدّ شيئاً من الماضي، ولن نسمح بعودتها وعودة عقارب الساعة إلى الوراء».