طرابلس ــ عبد الكافي الصمدلم يكد خبر جنوح سفينة أمام مرفأ الصيّادين في مدينة طرابلس يشاع حتى تجمّع مئات المواطنين هناك لاستطلاع الأمر، بعدما بات خبر البحر يتصدّر لائحة الاهتمامات، وخصوصاً بعدما غرقت باخرة «داني أف 2» (DANY F2) المحمّلة بالمواشي قبالة جزر طرابلس في 17 كانون الأول الفائت، وغرق الطائرة الإثيوبية، الأسبوع الماضي، التي لم تنته مآسيها بعد.
لم يتعرّض أحد من طاقم الباخرة للأذى
صباح أمس، تلقّى المسؤولون في مرفأ طرابلس نداء استغاثة من باخرة «سي واي» (SEE WAY) لنجدتها بعدما جنحت في عرض البحر خارج المياه الإقليمية اللبنانية حيث «تسرّبت مياه البحر إلى داخل عنابرها»، حسب ما أوضح لـ«الأخبار» مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر. وفور تلقّي نداء الاستغاثة، قامت فرق الإنقاذ البحري التابعة للجيش، بالتعاون مع فرق الإرشاد البحري والإنقاذ في مرفأ طرابلس، بسحب الباخرة المحمّلة بالجفصين، التي كانت في طريقها من ميناء الإسكندرون في تركيا إلى ميناء الإسكندرية في مصر. وفي هذا الإطار، لفت تامر إلى أن «تلك الفرق تمكّنت ظهر أمس من سحب الباخرة وإدخالها إلى حرم المرفأ وتفادي غرقها»، مشيراً إلى أنه «لم يتعرض أي من طاقمها لأذى، وجميعهم بخير، وهم اثنا عشر بحّاراً من جنسيات تركية وجورجية وأوكرانية». أما الباخرة، فقد أشار تامر إلى أنها «أصيبت بأضرار كبيرة نتيجة تسرّب المياه إليها، وأنه يجري العمل على شفط المياه من داخلها لإصلاحها لاحقاً، ما قد يستغرق أياماً قبل أن تتمكن من الإبحار ثانية ومتابعة طريقها إلى الإسكندرية». وأثناء سحب السفينة، منع عناصر الأمن العام المرابطون عند مدخل مرفأ طرابلس المواطنين والصحافيين من دخول حرم المرفأ لمتابعة ما يحصل للباخرة، مشترطين الحصول على إذن رسمي لهذا الغرض من الإدارة المركزية من بيروت. لهذا السبب، استعان الممنوعون بقارب نزهة، أقلّهم صاحبه مع نحو 23 راكباً إلى عرض البحر من الناحية الأخرى للمرفأ، حيث بدت الباخرة وهي مائلة باتجاه واحد، فيما عناصر فرق الإنقاذ البحري يعملون على ربطها بالأسلاك والحبال لتثبيتها كي لا تجرّها الأمواج ثانية.
وفي وقتٍ لاحق، أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً، أشارت فيه إلى أنه «حوالى الساعة الواحدة من بعد ظهر أمس، تلقّت غرفة عمليات البحرية المشتركة طلب إذن من الباخرة التجارية «سي واي»، التي تحمل علم باناما، للدخول إلى مرفأ طرابلس، بسبب جنوحها من جرّاء تسرّب مياه إلى داخلها». ولفت البيان إلى أن «قوات البحرية سمحت للباخرة بالدخول، وتم قطرها بواسطة مركب وسحبها إلى رصيف مرفأ طرابلس، ويجري العمل على سحب المياه من داخلها بالتعاون مع بلدية المدينة».