زحلة ــ نقولا أبو رجيليبأية حال عدت يا عيد؟ في سجن زحلة تغيب بهجة الاحتفال ومعالم الزينة. باستثناء ما قدّمته بعض الجمعيات الأهلية المعنيّة بشؤون السجون من حلوى لنزلاء سجن زحلة، والقداس الاحتفالي الذي أقامه المرشد العام للسجون الأب مروان غانم لمناسبة عيد الميلاد، لا ينتظر نزلاء هذا المبنى أية نشاطات ترفيهية ليلة رأس السنة. حالة من الصمت سيطرت هناك، بدا السجناء مستسلمين للروتين اليومي.
في سجن زحلة أكثر من 200 موقوف ومحكوم، يعيشون في 6 غرف ضيّقة، لا تتسع في الحدّ الأقصى لأكثر من 60 سجيناً. هذه الغرف التي لا ترى أشعة الشمس طوال فترة النهار، تفتقر إلى أدنى مقومات العيش، حيث لا تدفئة مركزية ولا حتى بدائية، يمكنها أن تقي نزلاءه برد البقاع القارس. فالملاذ الوحيد لهؤلاء هو الحرامات. المضحك المبكي هنا هو ما قاله لـ«الأخبار» أحد المسؤولين الأمنيين، عن أن «نَفَس السجناء وسط حالة الاكتظاظ يساعد في التخفيف من حدة البرد»، ليستدرك قائلاً: «ليس باليد حيلة، فهذا هو حال السجون في لبنان». أما بالنسبة إلى ما ينتظره السجناء ليلة رأس السنة، فقد أوضح المسؤول أن هذه المناسبة لن تشهد أية نشاطات ترفيهية، إلا ما وعدت به إحدى الجمعيات المدنية، وهو توزيع الهدايا على النزلاء خلال الأيام الأولى من مطلع العام المقبل.
ماذا عن مصير السجن الجديد الذي كان مقرراً أن تنتهي أعمال إنجازه صيف عام 2008؟
رفض المسؤول الدخول في تفاصيل هذا الموضوع، وردّ بأنه «غير مخوّل الحديث عن المشروع»، لكن لم تفُته الإشارة إلى إمكان استخدام السجن الجديد خلال شهر شباط من العام المقبل، على أن يبقى هذا الاستنتاج رهناً بالجهود التي تقوم بها بعض الجمعيات المدنية.
ما حصل عليه النزلاء في سجن زحلة خلال فترة الأعياد، انسحب على نزيلات سجن النساء في مبنى المستشفى الحكومي القديم، لكن تجدر الإشارة إلى أن مبنى سجن النساء يتمتع بمواصفات بيئية وصحية أفضل، من حيث التدفئة التي تتوافر بواسطة مكيفات تعمل على الطاقة الكهربائية، تُضاف إليها أجهزة تدفئة كهربائية متحركة قُدمت هبةً لإدارة السجن، من رئيس دير مار الياس الطّوق الأب بولس نزهة.