صور ــ آمال خليلمطلب الشاب كان ألا يتحول بيت المملوك إلى مقر للندوات والمعارض فحسب، بل أن يجمع مدينة صور بشكلها، وتاريخها وإرثها داخل جدرانه. ففي مشروعه، كان كنعان قد وزع على غرف الطابقين مقاهي الصيادين وزوارقهم وشباكهم وأهّل بعض الغرف كمنامة للسياح وأخرى كمتحف عن تاريخ صور. فبالنسبة إليه «بيت المملوك يجب أن ينبض بالحياة ويبقى محافظاً على هويته القديمة. فعلى الزائر أن ينتبه، مثلاً، إلى أن تاريخ بناء هذا البيت يعود إلى القرن التاسع عشر». ولكن فكرة كنعان لم تلقَ قبولاً في البنك الدولي الممول للمشروع ومجلس الإنماء والإعمار المشرف عليه، فأتت الترميمات بشكلها الحالي.
على صعيد مواز، أقر المجلس البلدي لمدينة صور مشروع تأهيل وتنظيم منطقة «الجمل» الممتدة إلى جنوب الواجهة الغربية البحرية «لإبراز المعالم الأثرية والسياحية» فيها، بحسب عضو البلدية محمد بحر. وكانت قد انتشرت على الشاطئ ولا تزال على صخوره إبان الحرب الأهلية الخيم والمقاهي البحرية عشوائياً. إشارة إلى أن ما يُعرف بـ«بحر الجمل» فيه بقايا المرفأ المصري المبني في الألف الثالث قبل الميلاد، وشهد انطلاق الصوريين في رحلاتهم حول العالم قبل أن يدمّره زلزال القرن السادس الميلادي. إلا أن بعض جدرانه وأعمدته لا تزال ظاهرة في المياه.