أغلقت البارحة أبواب أبرز متاحف العاصمة الفرنسية وأكبرها، وخاصة اللوفر، واحتجبت الموناليزا عن جمهورها بسبب إضراب الموظفين احتجاجاً على خفض التكاليف الذي أقرّته وزارة الثقافة الفرنسية والذي تعتبره نقابات العمال بمثابة تهديد لفن لا يقدّر بثمن.وتساهم متاحف في جعل فرنسا الوجهة الرئيسية للسياح من كل أرجاء الأرض. فمتحف اللوفر، مثلاً، يضم إحدى أكبر المجموعات الأثرية والفنية في العالم، فبين جدرانه تتجسد مجمل حضارات الأرض والتيارات الفنية. لذا، بالنسبة إلى الموظفين، التسريحات المقرة والدعم المادي المنخفض لهذه المؤسسات، سيمثّلان خطراً على هذه المكانة.
وقال ديدييه ألايم، المتحدث باسم القسم الثقافي في الاتحاد العام للنقابات العمالية: «كلما نقص عدد الموظفين زاد خطر أن يفتح المتحف أبوابه في ظل ظروف غير مقبولة على الصعيد الأمني، سواء بالنسبة إلى الأعمال الفنية أو الزائرين أو
المباني».
وإضراب نهاري الأربعاء والخميس تحذيري، وسيلتقي الموظفون مجدداً لاتخاذ مزيد من الخطوات إذا تطلّب الأمر بعد المحادثات مع وزير الثقافة فريدريك ميتران. وتعيد الحكومة الفرنسية هيكلة قطاعها الثقافي كجزء من خطة أوسع لخفض الميزانية، مجادلة بأنها تحسن الجودة وفي الوقت نفسه تتحكم في التكاليف من خلال مراجعة الحسابات ومبادرات أخرى.
وغضبت اتحادات العمال خاصة بسبب الخطة الحكومية التي ستشغل النصف فحسب من الوظائف التي أصبحت شاغرة بعد تقاعد موظفين، واشتكت من توجه متنام لتغليب التكاليف ومبيعات التذاكر على الثقافة كمعيار للنجاح.