بعلبك ــ علي يزبكتحوّلت النعمة إلى نقمة في بلدة نحلة البقاعيّة. فلم يكد الأهالي هناك يفرحون بإنجاز البلدية أقنية لتصريف مياه الأمطار تخلّصهم من الفيضانات، حتى تغيّرت «الوظيفة» المبتغاة من هذه الأقنية. وبدلاً من أن تكون مياه الأمطار هي التي تتسرّب إلى هذه الأقنية، حلت مكانها مياه الصرف الصحّي، بعدما حوّلها بعض المواطنين إليها بسبب عدم وجود شبكة بنى تحتية. أما المصيبة التي سبّبها تحويل مياه الصرف الصحي إلى تلك الأقنية فهي تلوث عدد من الينابيع الموجودة في البلدة، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالبيئة هناك.
كان من المفترض أن تحظى نحلة بشبكة للصرف الصحي منذ أربع سنوات تقريباً، لكنها لم تنل نصيبها من مشروع «بعلبك ـــــ النبي شيت» الذي استهدف قرى شرق بعلبك. وبسبب هذا، لم يجد السكان خياراً أمامهم سوى التصرّف بأقنية مياه الأمطار. رغم «خطأ» السكان، بحسب عضو لجنة إنماء البلدة، كندي قيس. إلا أنه لا يضع اللوم عليهم، محمّلاً المسؤولية لـ«إهمال الدولة وغياب الرقابة المتأتية نتيجة انحلال المجلس البلدي في عام 2004 بسبب فشله في الانعقاد بعد خلافات طويلة على موقع الرئيس». ويقول قيس: «إنه نتيجة لذلك، حوّل عدد من السكان مياه الصرف الصحي إلى الأقنية المخصصة لاستيعاب مياه الأمطار». هنا، «بدأت الكارثة، فإضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة، تلوثت مياه الينابيع التي تقع في الوادي أسفل البلدة، الأمر الذي أثر سلباً على حياة المواطنين الذين يشربون مياه تلك الينابيع والمزراعين الذين يستخدمونها للري». يضيف مختار البلدة، علي يزبك، سبباً إضافياً لتلوث الينابيع، لافتاً إلى أنه «إضافة إلى الأقنية، هناك عشرات الجور الصحية التي تزنر الوادي حيث العدد الأكبر من الينابيع». ويعيد المختار التأكيد على «أهمية الرقابة، إضافة إلى الحاجة الملحة لحلّ جذري ومتكامل يشتمل على إنشاء شبكة للصرف الصحي في البلدة، وربطها مباشرة بمحطة التكرير في بلدة إيعات». ويذكر يزبك «أن مهندسي مجلس الإنماء والإعمار زاروا البلدة مراراً لدراسة إمكانية ربط البلدة بمحطة الصرف في إيعات، وأن التجارب الأولية التي نفذوها أكدت نجاح المشروع، غير أن التنفيذ الفعلي يتطلب قراراً من المجلس، إضافة إلى تأمين التمويل اللازم».