بيسان طيبتاريخ 30/4/2007 خرج مروان (اسم مستعار) من منزله قرب بيروت، وقد كان برفقة جاره هادي (اسم مستعار)، استقلا سيارة مرسيدس زرقاء، وتولى مروان قيادتها. كان الشابان قد اتفقا على وجهة السير، وعلى الهدف من «الرحلة» وهو القيام بعمليات سلب وسرقة سيارة. في الطريق شاهد المتهمان شخصاً واقفاً عند الرصيف، وقد كان في انتظار سيارة أجرة، صعد الراكب في المرسيدس، ادعى مروان أنه سائق تاكسي، فيما انتحل هادي صفة عنصر من استخبارات الجيش، وشهر مسدساً حربياً غير مرخص في وجه الراكب الذي سرعان ما فتح الباب وقفز من السيارة، عندها نزل مروان من السيارة، وأخذ يطلق النار باتجاه الراكب الفار، ولكنه لم يتمكن من إدراكه.
عاد مروان إلى السيارة، وتابع مع هادي رحلة سيرهما باتجاه وادي شحرور حيث شاهدا سيارة «كيا» تمر قربهما، فعمدا إلى إقفال الطريق. حاول سائقها الرجوع إلى الوراء، ومتابعة سيره في الاتجاه المعاكس، لكن مروان ترجل من سيارته المرسيدس، وشهر سلاحه في وجه السائق وعمل على إنزاله من السيارة، ووضعه في صندوقها، وقد تمكن بعد عراك معه من سلبه سلسلة ذهبية، لكنه لم يتمكن من خطفه. فر الرجل وسرق مروان وهادي سيارته، قادها هادي حتى منطقة الحدث، حيث تركا سيارة المرسيدس على جانب الطريق واستقلا سيارة الـ«كيا»، وانطلقا بسرعة مغادرين المنطقة بعدما لاحظا أن سيارة تلاحقهما.
بعد مرور ثلاثة أيام، كانت السيارة المسروقة لا تزال بحوزة هادي الذي يسكن شقة استأجرها من مروان، وقد طالبه الأخير بتسديد الإيجار، فرفض هادي الأمر. وقع شجار بين الشابين، أطلق هادي النار على مروان محاولاً قتله، لكن الأخير نجا من الرصاص.
بعد الشجار، ورغم حدته، توجه هادي إلى منزل مروان، اعتذر منه، وسلّمه مبلغ ستين ألف ليرة لبنانية، وطلب منه أن يبقي السيارة معه.

انتحل صفة استخبارات الجيش وشهر سلاح بهدف السرقة
أُوقف هادي وجاهياً من 8/6/2007 إلى 23/10/2007، وخلال التحقيق معه قال إن مروان كان قد أخبره بأنه قام بعمليات سرقة سيارات بالتعاون مع شاب يُدعى ريبال (اسم مستعار)، ولم يتوصل التحقيق إلى تبيّن كامل هويته، وأضاف هادي أن مروان كان قد سرق السيارة المرسيدس الزرقاء من منطقة صور، وأن هذه العملية تمت بمساعدة لص آخر لم يُعرف اسمه.
يُذكر أن أشخاصاً عديدين تمكنوا من التعرف على هادي، واتهموه بسلبهم وإطلاق النار عليهم ومحاولة قتلهم، ومن هؤلاء عامل مصري يُدعى محمد ب. الذي قال إن هادي شارك مع شخصين آخرين في محاولة سلبه، وقالت فاتن سليم ع. إنه سلبها حقيبتها في مرأب البناية التي تسكن فيها، بعدما شهر في وجهها مسدساً حربياً، وأكد فادي ح. أن مروان وهادي هما من بين ثلاثة أشخاص عمدوا إلى محاولة خطفه، وأن مروان أطلق النار عليه.
أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي هنري خوري وعضوية المستشارين سمر السواح وربيع الشامي حكماً غيابياً في حق مروان وهادي، وحكمت على كل منهما بالأشغال الشاقة المؤبدة، مع التأكيد على تنفيذ مذكرة إلقاء القبض الصادرة في حق كل منهما.