آمال خليلمثّل التدريب الذي خاضه 25 مشتركاً باكورة عمل مركز ميديا للتدريب الإعلامي، التابع لشبكة رسل الحرية في لبنان. تواصل التدريب على مدى أربعة أيام في مدينة صور، وضمّ مغني راب وطلاباً يتخصّصون في الإعلام. من بينهم الطالب مصطفى رعد، الذي شارك «للتدرّب على المعايير الصحيحة في العمل الإعلامي، وللتمرس على الموضوعية ومفاهيم حقوق الإنسان والمواطنة وحرية التعبير»، رغم شكوكه التي أثارتها واقعة كان قد عايشها، وتتعلّق بطفلين كانا يبيعان الحلوى في الجامعة. يومها، بادر وزملاءه إلى استجواب الطفلين عن مشغّلهما، فاكتشفوا أنه رجل يدير شبكة من عمالة الأطفال. أثاروا القضية على مستوى الجامعة لمناصرة الطفلين، واتصلوا بالدرك. لكن الدرك «لم يقبضوا على الرجل لمحاكمته بل اكتفوا بتأنيبه»، بينما حُوّل الطفلان إلى مؤسسة للرعاية الاجتماعية. إلى هذه الواقعة التي تكاد تبعث على «اليأس من دور الإعلام»، جاءت واحدة أخرى خلال الورشة، حين ناقش المتدربون رداً أرسله مواطن إلى صحافيّ انتقد زعيمه، فوصفه «بالمرض الخبيث والكلب المسعور الذي يحاول مصارعة الأسود». رغم ذلك، لم يشعر مخرج الأفلام التسجيلية الناشئ بالإحباط، بل هو مصرّ على إيجاد مكان لأعماله «لإبراز قضايا المناطق المحرومة أوّلاً والشباب».
في نهاية التدريب، بدا جميع المشتركين متمسكين بما وعدهم به المركز، من توفير الدعم التقني والعملي لهم في صقل مهاراتهم، وإنتاج أعمالهم وإيجاد فرص عمل لهم في المؤسسات الإعلامية في لبنان. وقد اشترط المنظّمون عليهم إنجاز مشاريع إعلامية (فيلم أو مجلّة أو أغنية أو برنامج) في غضون شهرين من الآن. كذلك، اتفق الإعلاميون الجدد على العمل لتأسيس جمعية ترعى شؤون الصحافي الحر (freelancer).