رنا حايكنشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس نتائج دراسة جديدة أجرتها مؤسسة «يونغ» بدعم من 13 منظمة خيرية كبرى، وأظهرت أن «المجتمع البريطاني هش نفسياً»، وأن «المملكة المتحدة هي بلد سعيد إلى حد كبير، لكن سكانها تعساء»، قبل أن توصي بـ«تزويد المراهقين العاطلين من العمل واللاجئين بهواتف محمولة ومداخل إلى الإنترنت كجزء من حزمة المنافع المخصصة لهم».
لا يسع أيَّ عربي يقرأ هذا الخبر إلا الابتسام. فالمفارقة التي لا يمكن تجاهلها ستقفز فوراً أمامه، سواء أكان في الإمارات أم في مصر أم في سوريا والأردن ولبنان، لن يستطيع أن يكبح ابتسامة مرشحة في كثير من الحالات للتحول إلى ضحكة من ذاك النوع الذي نطلقه ونحن نشاهد مسرحية تنتمي إلى مدرسة الكوميديا السوداء. فالهواتف المحمولة تغرق المجتمعات العربية، وقد تراجعت أسعار معظم أنواعها، كما تراجعت كلفة التخابر بها. أما مقاهي الإنترنت، فتكتظ بها الشوارع والحارات وقد تخطّت حواجز الطبقية فعمّم الولوج إلى الإنترنت وأصبح في متناول الجميع. هذا يعني، بحسب توصيات الدراسة، أننا مجتمعات غاية في السعادة. لكننا لسنا كذلك، ونزعج حكوماتنا دائماً بالتظاهرات الاحتجاجية والمطلبية. وماذا لو انتظر الشاب سدى أن يرن تلفونه لدعوته إلى مقابلة عمل؟ على الأقل، هو يملك هاتفاً لا يملكه شاب في «أوروبا والدول المتقدمة».
إننا فعلاً شعوب جاحدة...