أمل ديب«لست مدمنة تسوّق»، تقول شانتال. تنكر إدمانها وترى أنّ من الطبيعي أن تكون مهووسة بالتسوّق وشراء «الضروريات» التي يعدّها آخرون من الكماليات. بدأت قصة شانتال مع التسوّق منذ خمس سنوات. فعندما بلغت عامها العشرين، وسنتها الثانية في الجامعة، لاحظت كيف تأتي زميلاتها إلى الجامعة متأنقات وهي ما زالت ترتدي الجينز من العام الماضي. سحرها منظرهنّ وأرادت أن تبدو مثلهنّ. أول مشوار إلى السوق كان برفقة والدتها، وكان آخر مشوار، إذ إن الوالدة لم تنصع لرغباتها ولم تشتر لها كل ما أرادت. بعد ذلك، أصبحت شانتال تأخذ المال من والدها لتتسوّق. بدأت عوارض الإدمان لديها عندما أصبحت تثابر على زيارة المحال التجارية أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع، وتعود محمّلة بالأكياس المليئة بالملابس والأحذية. وصل بها الأمر أخيراً إلى أن تعود إلى المنزل كل يوم، وبيدها كيس مشتريات، فحتى إذا كانت ذاهبة إلى سهرة مع أصدقائها، فلا بد أن تجد محل أكسسوارات لتاخذ تذكاراً منه.
شانتال زبونة دائمة لبعض المحال العالمية المنتشرة في لبنان، تحفظ الموديلات لديها، وتستطيع بكل سهولة أن تميّز ما بين ملابس هذا المحل أو ذاك. كما أصبح رقمها الخلوي معروفاً لدى العديد من المحال التي تبعث لها الرسائل الهاتفية في أوقات التنزيلات أو وصول التشكيلة الجديدة. كذلك لا تفوّت مهرجانات التسوّق والتنزيلات، إذ تخطط لها قبل بدئها بأسابيع، وترصد لها الميزانية المطلوبة.
أما خزانتها فحكاية أخرى، وخصوصاً بعدما استحدثت منذ عامين «فرعاً» ثانياً لها في خزانة والدتها، إذ لم تعد خزانتها تتسع لكل حاجياتها. تفتحها فتظن أنك في متجر، تجد ملابس لا يزال سعرها عليها، وأخرى في أكياس النايلون، عدا عن القميص الذي تجد أربعة ألوان منه، والحذاء والحقيبة اللائقين بالقميص، أيضاً بأربعة ألوان. أما خزانة الأكسسوار فتجدها مليئة بالأقراط والعقود والخواتم المصنوعة من ذهب وأحجار كريمة، إلى تلك المصنوعة من البلاستيك، بالإضافة إلى ساعات اليد المتعددة الأشكال والألوان ونظارات الشمس ذات الماركات العالمية. أما القاعدة الذهبية فهي «لا ترمِ شيئاً»، فلا بد أن تعود موضته بعد بضع سنوات.
أما المؤشّر الأخطر فكان عندما اقترضت المال من أمها من أجل المزيد من التسوّق بعدما صرفت راتبها قبل نهاية الشهر.