خلال الأسبوعين المقبلين، لا تستغرب عشرات الصور الفوتوغرافية التي ستملأ مقاهي الحمراء، فمسابقة اختيار أفضلها بات بين أيدي الزبائن الآن
أسعد ذبيان
«لكم تجاهل الشحاذين، ولي قصصهم المنسيّة في تجاعيد الوجوه... لكم نزار يخربش خربشات طفولية، ولي عشرات من الشعراء المنبوذين، ينقّبون عن صوتهم في فتافيت المجد الباقي...»، هذا مقطع من القصيدة التي كتبها محمد بدر، وكانت سبب مسابقة «لكم حمراؤكم ولي حمرائي». تهدف المسابقة إلى اختيار أفضل لقطة فوتوغرافية لشارع الحمراء بعدسة روادها، وقد انطلقت عملياً بإعلانات ملأت الشوارع تدعو المارة إلى التقاط صورة لشارع الحمراء تعبر عمّا يرونه فيه، ثمّ إرسالها إلى موقع www.lihamra2i.com.
في وقت قياسي، تلقى الموقع أكثر من 350 صورة، قبل أن يبدأ التصويت الإلكتروني على 75 منها تم اختيارها ونشرها على موقع فايسبوك. بعدها، بدأ المشاركون «حملاتهم الانتخابية» عبر رسائل إلى المنتديات والأصدقاء، لتنطلق المنافسة على أشدها. تعليقات، ونقرات، ودعوات طغت على الصفحات الإلكترونية لعشاق الحمراء. يحذر زينون الشباب فيقول: «تذكروا الهدف من المسابقة، إنها التعبير عن روح الحمراء، لا تصوّتوا لأي صورة فقط لأن فيها صبية حلوة «شبه عارية»، أو لأخرى فقط لأن مصورها صديق لكم».
ويشرح بدر سبب اختياره الحمراء بالتحديد، واصفاً إياها بالشارع المميز، إذ «ليس هناك مثلاً انتماء لشارع مار الياس أو عفيف الطيبي، لكن دائماً ما تجد أنّ هناك من ينتمي إلى الحمراء». يضيف: «إنّه آخر شارع لا صبغة طائفية ولا لون سياسياً واحداً فيه، بل هو يحتمل التناقضات»، هو الذي اعتاد على أن يحمل كتابه ويجلس في مقاهي الحمراء يستمع إلى أخبار العابرين، ليكتشف أنّ مئات يقاسمونه روتينه اليومي. أحب أن يكرّم الحمراء على طريقته، فكان المشروع الذي أنتجته شركته Spreadminds بالتعاون مع لجنة تجار الحمراء، وبرعاية وزارة الثقافة. خلاله «سيجري عرض اللوحات الـ 75، بالإضافة إلى 5 أخرى يختارها الجمهور على الفايسبوك في 7 مقاهٍ هي: «يونس، ستاربكس، غرافيتي، ة مربوطة،Prague De، لا غالريا دي فرانكو، Simply Red». ويبدأ تصويت الزبائن عبر قسيمة خاصة من صباح اليوم حتى التاسع عشر من كانون الأول، على أن تعلن النتائج في العشرين

ستنشر الصّور بالإضافة إلى أخرى قديمة في كتاب
منه في La Galleria De Franco، بعد تحكيم لجنة مختصة تضمّ مصورين محليين في الجرائد اللبنانية، والمصور الإيطالي غرازيانو فيلا، والفنان زياد الرحباني. تقسم نسبة التصويت إلى 15% على موقع الفايسبوك، و10% في المقاهي، والبقية للجنة التحكيم. يدافع محمد عن هذه النسب كونها النسخة الأولى من المسابقة، ولأنّ تصويت الجماهير يمكن أن يخضع لعوامل التزوير. في المحصلة، سينال الفائزون بطاقتي سفر إلى إيطاليا، كاميرات ديجيتال، والعديد من الجوائز من «دكاكين» الحمراء كما يسميها.
عن سبب اشتراكها في المسابقة، تقول الزميلة جهينة خالدية: «يستحق منّا هذا الشارع ـــــ المدينة الذي فيه روح تواضع، وحيث يلتقي الشباب من مختلف الألوان، أن نخلده». لم تطلب من أصدقائها التصويت على الفايسبوك، يكفيها أن تدرج صورتها في الكتاب الذي سيؤرخ قصة الشارع بالألوان والأطياف. ففي النهاية، سيتم جمع الصور المتسابقة بالإضافة إلى أخرى قديمة للشارع في كتابٍ واحد ونشرها جميعاً.
«خذني معك ودّيني ع شارع الحمرا»، هي أغنية خالد الهبر التي لطالما غنّاها سلام كبّول. شارك سلام بالمسابقة لأنّها الفرصة المناسبة لجمع هوايته في التصوير وعشقه لشارع الذكريات في إطارٍ واحد. يطلب من المشاركين التصويت للصور التي تتخطى لقطة لشحاذٍ معروف، أو لمقهى مشهور. «نحن نرى اليد لكن من خلفها يوجد شريان، وعلى الصورة أن تبحث عن ذلك النبض الذي يحرّك الشريان»، كما يقول، بينما يعتبر نفسه قد فاز لمجرّد قبول صورتين له في المسابقة.