جبيل ــ جوانا عازارلم يكن ماريو يعلم أين مدخل جبيل، حيث اتصل بصديقته ليقول لها: «أقف تحت إعلان للملابس الداخلية النسائية، إنتِ وين؟». كان ماريو يزور المدينة للمرة الأولى حيث كان يتوقع أن ترشده ولو لافتة واحدة إلى مركز القضاء، لكن عبثاً يبحث عنها في المكان.
إذاً، لا إشارة تعلم الزائر بوصوله إلى المدينة، اللهم إلاّ واحدة وضعت على الأوتوستراد قبل المدخل كتب عليها من الجهة اليمنى تاكسي، في الوسط جبيل وعلى الجهة اليسرى طرابلس. عدا ذلك، لا يصادف الزائر سوى سائقي الباصات التي تُركن بطريقة عشوائيّة على المدخل بالذات، مسبّبة فوضى كبيرة. هؤلاء يتوقّفون على الجهة اليمنى من الأوتوستراد لـ«اقتناص» الزبائن قبل أن يتوجهوا إلى أقصى اليسار من أجل استكمال طريقهم نحو الشمال من دون الانتباه إلى حركة المارين في المكان. وكانت بلديّة جبيل، وفي خطوة لاقت استحساناً لدى الناس، قد منعت الدخول من الأوتوستراد عند المدخل الأوّل إلى المدينة وخصّصته فقط للخارجين منها إلى الأوتوستراد. كما خصّصت البلدية موقفاً لسائقي السيّارات العموميّة يحترم المواصفات والشروط العامّة وموقعه لا يسبّب خطراً أو إزعاجاً للمارّين، بل يسهّل تنقّلهم، وخصوصاً عند مدخل المدينة، فلا يضطرّ المواطنون الوافدون إلى جبيل إلى السير نحو أماكن بعيدة ليستقلّوا سيّارات الأجرة.
لكن المدخل الثاني المفتوح للمدينة أصبح يمثّل خطراً على السائقين. فمع وجود «سوبر ماركت» كبير يغص مدخله بالسيارات وزحمة الخارجين من المدينة إلى الأوتوستراد، بات من يدخل إلى جبيل كمن يسير في لعبة «السلّم والحيّة» يخشى أن يصطدم بإحدى السيّارات وهو في طريقه إلى مدينة الحرف. سيّارة تخرج وأخرى تدخل، «والشاطر بشطارتو» كما يقول جورج، ابن المدينة.
وما يزيد الطين بلّة أنّ عدداً من المواطنين يقفون على جانب الطريق قبل مدخل جبيل المذكور بانتظار الباصات العموميّة، فتتوقّف هذه الأخيرة عشوائيّاً مسببّة عدداً لا بأس به من الحوادث. كما لا يزال مواطنون آخرون يجتازون الأوتوستراد رغم وجود الحواجز الحديديّة الفاصلة بين المسلكين الشرقيّ والغربيّ.
وتبقى الإشارة إلى أنّ اجتياز قطوع المدخل الذي يصل إلى قلب المدينة يتبعه مدخل آخر مدروس، ولا يمكن الوصول إلى مستديرة جبيل الأساسيّة إلا باجتياز المرحلة الصعبة الآنف ذكرها حيث «سيارات طالعة وأخرى نازلة»، إشارات سير وإشارات ترشد الزوّار إلى بلدات وقرى جبيل الوسطيّة والجرديّة كطريق عنّايا ــــ اللقلوق وغيرها، أو إلى المقلب الآخر من المدينة أو النزول إلى سوق جبيل أو أيضاً استلام الأوتوستراد المتوجّه إلى الشمال أو حتّى الالتفاف للتوّجه إلى بيروت.